سامية البابا تكتب:
قصتنا هي قصة حب و اختطاف قلب و لكنها واجهت عقبات عدة .
سناء فتاة جميلة بين خمس أخوات ، كعادة البنات حلم الفتاة عريس و بيت ، لكن سناء لم تكن تفكر إلا بمستقبلها الذي تراه بالدراسة الجامعية ، فعلا كانت مجتهدة مما جعل والدتها تقنع الأب بإدخالها الجامعة ، أما عثمان ابن عمها الذي أحبها منذ الصغر لم يرُق له دخولها الجامعة .
دخلت سناء الجامعة و كانت من المتفوقين ممّا لفت نظر أستاذها عمرو وهو معيد توظف حديثا في جامعة الحريّة الّتي تدرس فيها سناء ، أعجب عمرو بـ سناء لتفوقها و ثم أعجب بشكلها فهي جميلة و أنيقة و مبتسمة دوما ، مرّت أيام بل أشهر و الأستاذ عمرو يتابع خطوات سناء و علاقتها بزملائها و زميلاتها و أعجب بأخلاقها و التزامها .
في يوم من أيام الدّراسة طلب الأستاذ عمرو الحديث إلى طالبته سناء ، فدعاها إلى شرب فنجان قهوة في كافتيريا الجامعة ، و سألها إن كانت مخطوبة أم لا ،و أنه يود أن يعرف عنوان أهلها ليخطبها ، في البداية تردّدت ، لأنها تعلم عقلية الوالد و كانت تخاف أن يمنعها من إتمام دراستها في الجامعة ، ولكن إصرار عمرو جعلها تعطيه العنوان وهي تدعو الله أن لا تجد الرّفض من أهلها ، فعلا ذهب عمرو مع أهله لخطبتها و لكنّه فوجئ بالرّفض ، و كان جواب الأهل ابنتنا مخطوبة لابن عمها عثمان منذ الصّغر ، أخذت سناء تجهش بالبكاء ، أنا لن أتزوج من عثمان أبدا ، إنسان جاهل ، و شكله مثل البرميل ، حراام عليكم يا أمي ، اقنعي بابا أنا مش عاوزة أتزوج عثمان ، لكن الأب سمع أطراف الحديث فقال لها : بل ستتزوجين ابن عمك عثمان ، أنا قرأت فاتحتك و أنت صغيرة .
لكن سناء أحبّت عمرو أستاذها و مقتنعة به ، و عمرو أحبها من أول مرة رآها بها منذ أكثر من عامين ، ماذا ستفعل ؟ كيف تتخلص من هذا الزّواج المحكوم عليه بالفشل ، تمّ تحديد يوم العرس ، و لكن أختها سارة أشفقت على حبّ سناء و عمرو من الضياع ، و قالت سارة لـ سناء : بلغي عمرو بموعد الزّواج وهو أكيد يلاقي حل ، فعلا عمرو جلس يفكر ثم قال لـ سناء لا تخافي ما رح يقدر يأخذك مني ، و لا يفرق بيننا ، كملي معاهم و كأنك موافقة لغاية يوم الفرح ( العرس ) .
عمرو جلس يخطط لما سيقوم به و كيف سيتم ، وما ردة الفعل لهذا المخطط ، أما سناء كانت متوترة و قلقة و كأنها تسير إلى المجهول ، الطريق أمامها ضبابية ،،،
الأستاذ عمرو أخذ إجازة من العمل بغرض السفر ، على الجانب الآخر كانت سناء تستعد ليوم الزّفاف ، إلى أن أتى اليوم الفصل وهو يوم الزفاف ، ذهبت العروس ومعها أختها إلى صالون التجميل ، و اتفق عمرو مع سناء أن يتصل بها ليراها في يوم الزفاف فوافقت ، اتصلت سناء بـ عمرو و كانت تظن أنه لقاء الوداع ، حضر عمرو أمام صالون التجميل بسيارته ، فذهبت سناء معه في حين كانت أختها سارة لا تزال في صالون التجميل لتتجهز و اتفقت مع سناء أن لا تغيب طويلا كي لا يحس بها أحد و يلاحظ غيابها ، أما عمرو فقد كان مستعدا و قد جهز بيتا لاستقبال عروسه في مدينة مجاورة و اتفق مع المأذون الذي سرعان ما حضر إلى المكان ، كانت سناء مترددة على التوقيع ، و لكن عمرو بكلامه الذي طمأنها بأنهما سيعودان بعد أن تهدأ الأمور ويصبح زواجهما أمرا واقعا ، و أن الأهل لن يبقى أمامهم إلا الإعتراف بأن الحب أقوى رابطة ، فوافقت سناء وتم عقد القران و الزواج الّذي لم يحضره غير القليل .
على الجانب الآخر كانت أختها سارة تنتظر عودة سناء الّتي لم تعُد كما هو متفق ، حضر عثمان إلى الصالون ليأخذ عروسه سناء فوجئ باختفائها ، بل اختطافها فقد عرف أن عمرو هو من اختطفها بعد رسالة وصلته ، ” لن أتركك تهنأ بها ، سناء حبيبتي لن تكون لغيري ” .
جن جنون عثمان وكيف سيواجه المدعوين باختفاء العروس في يوم الزفاف ، أما ابوها استشاط غضبا ، موجها الكلام واللوم على زوجته ويقول لها : أين ابنتك ؟ أنت ما عرفتِ كيف تربيها ، و الأم تبكي على غياب ابنتها . إلى أن أخبرتها ابنتها سارة بأن عمرو يحب سناء و سيحافظ عليها ، أما عثمان البرميل ، الحمد لله أنها تخلصت من هذا الزواج ، ثم أردفت تقول : أنا ألوم الأهل على موقفهم المتشدّد الّذي لم يعطِ سناء الحق بالرفض أو الموافقة ، أما الأم فكان قلبها يعتصره الألم و تدعو لابنتها أن تكون بخير و سعادة .
فلسطين
Discussion about this post