لطفي تياهي يكتب:
في استدارة وجهكِ ؛
أطفال لا ينتبهون أنّهم ابتعدوا عن القرية
يلاحقون طائراتهم الورقيّة ،
رحى تنام على قمحها
و مساء حامل يضع يده على غد
يتفقّد رفس النّهارات
في استدارة وجهكِ ؛
معلّم في الرّيف يصنع جيلًا بالصّبر
و أقلّ ما يمكن من معدّات
استدارة وجهكِ ؛
و تنانير الدّراويش على حدّ السّواء ،
طيبة المستشفيات العموميّة
عدا ذلك كلّنا بخير
قبل إستدارة وجهكِ ؛
كانت الشّوراع قنوعة بالنّعال اللّبنيّة
و قبل أن ترى الأطفال على وجنتيكِ ،
يتراشقون بالفراولة و الملائكة
كانت تأكل مساء مالحًا و تنام
على مشرّديها
إستدارة وجهكِ الآن ؛
صارت أكثرنا قدرة على المناورة
فوّضناها باسمنا جميعًا في الضّوء
و تقاسمنا شمعة
و صمغ المناشير
ها هي الأمّهات تلوّحن لكِ ،
بالتّعب و العيّ و فوارغ الرّجال
الأوسمة لا تقيهنّ
برد الصّدور السّائبة
إستدارة وجهكِ ؛
تطبخ عشاء للجميع
قَوام الأقدار في طناجر الأيّام المريرة ،
نفس المقادير لصنع نكساتنا القديمة
معلقتين خيام كما هي ،
رشّة من نبذة القرميد الأحمر ،
في.. كانت بيوتنا آهلة ،
عود الجدران المتّكئة على نار هادئة ،
ثم نحرّك الخليط في ركام واحد
نتّبع يباس الجثث بالماء كفنا..كفنا
و نحن نحرّك
سبعون عامًا من خُزامى الصّبر
من النّوع المطحون قديمًا
يوضع كلّ شيء في الصّدور
على خريطة
من الرّقبة إلى الرّقبة
بعد تَذَهّبِ المؤامرة …
نُنفّس الشّعوب من طنين صداها ،
و نأكل هانئين بالأوصال
بلدا كان مرمريّا
في استدارة وجهكِ ؛
زهرة بريّة
لو كنت أعرفني…
لتسلّقتني أقطف الشّيب من شواهقه
دُملة لقيطة ركبت وجوهنا
عَطّلت قارورة الماء..
عن طفل يودّ أن ينبح..أمّي
تعزف الطّلعة على نوتة ” الرّاي ”
غطّت عن كورال الرّضع ،
في ذبح ربابة النّهود
في إستدارة وجهكِ ؛
نحن ملاحقون بلعنة الحياد
عن عقوق البلح في حنضل الرّيق
طيلة نخيل العراق
في إستدارة وجهكِ ؛
طعنتين
في خدود الياسمين
و نحن منتشون…
بالغمّازات الشّامية
في إستدارة وجهك ؛
سعادة اليمن
في بيت الجيران
في إستدارة وجهكِ ؛
يا حرائق الأبدان في الصّورة
يا أرضًا عجّانوها ،
أصابع تُبعثر يداها
Discussion about this post