بقعة ضوء

آفــاق المرحلــة الانتقاليــة
في ســـــــوريـا
الواقــــع ، والتحديـــات

بقلــــم :
لميـــــاء العامريــــة

لعلّ أخطر منعطفٍ ستشهده سوريا هو مرحلة ما بعد انتهاء المرحلة الانتقاليّة للحكومة المؤقّتة والّتي من المقرّر والمتّفق عليه أن يستمرّ عملها لغاية آذار/ مارس 2025 ..
الرّهان الأكبر والتّحدّيات البالغة الدّقة والخطورة والمفصليّة في نجاح التّغيير تكمن عمّا ستتمخّض عنه المشاورات والاجتماعات واللقاءات بين عديد الفصائل المسلّحة في سوريا ..
الرّهان الأكبر والتّحدي الأصعب سيكون في شِقّين ، الأول في كيفيّة التّعامل مع القضيّة الكرديّة والّتي يمثّلها بجزء كبير الاتحاد الوطنيّ الكرديّ وجبهة ( قسد ) والّتي تعتبر الواجهة الكرديّة السّورية لحزب العمال التّركي PKK .. الّذي عمل على تقديم كامل الدّعم للاتحاد الكردي ، بالاضافة لدعم ايران الّتي تعتبرها ورقة الضّغط والعمق الاستراتيجي لزعزعة نفوذ تركيا في المنطقة ..
وما لم تتبنَّ حكومة الجيش الحرّ ومن ينضوي تحت لوائه من عديد الفصائل حلاً ثابتا وراسخا يضمن الحقوق القوميّة للاكراد وإشراكهم في العمليّة السّياسيّة ستعود الصّراعات المسلّحة بينها وبين قوات الجيش الحرّ ..
كل هذا سيكون بدعم من ايران من جهة ، وبضغط على الحكومة الانتقاليّة من قِبل حكومة انقرة الّتي ترفض أن ينال أكراد سوريا الحرّيّة في إدارة مناطقهم المتاخمة للحدود مع تركيا والّذي سيعطي مساحات واسعة لحزب العمّال التّركي ..
الشّق الثّاني ، كيفيّة التّعامل مع الفصائل الدينيّة المتشدّدة كجبهة النّصرة وكيفيّة اشراكها في العمليّة السياسيّة في ظلّ الضّغوط الامريكيّة والغربيّة والاسرائيليّة الرافضة لأيّ شكل من اشكال التّطرّف الدّيني السّياسي ..
بين فكّي الكماشة ، وبين مطرقة الصّراع المسلّح وسندان التّغيير الدّيمقراطي سيكون أمام سوريا ما بعد المرحلة الانتقاليّة مهام غاية في الأهميّة والحسّاسة والخطورة إن لم تتمتّع بالقوة اللازمة لفرض حلول وقرارات تكفل وحدة وحرّيّة الصّف السّوري ،
طبيعة التّنوّع الدّيمغرافي السّوري وما اقترفه النّظام البائد بحقّ الشّعب وتعدّد اثنياته والتغييب القسري ومصادرة الحقوق والاضطهاد للأكراد من جهة ومن الطّائفة السنّيّة من جهة أخرى إضافة للتمييز المناطقيّ والقوميّ
عقّد المشهد السوري القادم والّذي من المؤكد أن يشهد صراعات محتدمة ليس من السّهولة تخطّيها ما لم تركن جميع الأطراف لتغليب الحكمة والعمل الجاد للحفاظ على وحدة الصّف للشعب ووحدة أراضيه ..