بعد الفراق

تؤلمني كلّ الضّحكات، الأغنيات، الشّوارع
تؤلمني الأشياء بلا استثناء
يؤلمني العادي ومعظم الكلمات
أعاني فوبيا لا يعرفها العلماء
أفزع من جمل معتادة وأرتجف

“صباحك سكر”
“كيف أنت وكيف حال مزاجك؟
“وحشتيني”
“ضحكتك بترد روحي”

أخاف خوفا غير مبرر
من علب السّجائر ذات اللون الأبيض والخطوط الحمراء
وأموت خوفا من الدّخان
من فواصل الكتب
من إعلانات السّيارات
من خاتمي الّذي يحمل بصمتك
أرتجف حين ألمس جبيني
فوقه تمكث شفاهك كلّ مساء
أختبىء من الشّمس في جيب تنورتي
فمعها كُنت تسطع كلّ صباح

يؤلمني أكثر أن من حولي يظنّون أنّي جننت
ليتني حقّا أُجنّ
الجنون لا يؤلم، هو أهون كثيرا من وجعي
هو أرحم من فوبيا كلّ الأشياء.

د. منى قابل