رفرفة الأمل
بقلم / أيمن دراوشة
في قريةٍ نائية، حيث الجبال تعانق السحاب، عاش هناك فتى يُدعى فاروق، قلبه طيب لكنه يواجه الأقدار. كان يخرج كل صباح ليبحث عن رزقٍ في المزارع القاحلة، لكنه في كل مرة يعود خالي اليدين، يلاحقه الشوق، ويزيده الألم.
وذات يومٍ، بينما كانت الشمس تتوارى خلف الأفق، شاهد فاروق طائرًا صغيرًا يرتجف من البرد. اقترب منه برفق، ورفع الطائر بين يديه، همس له بلطف: “لا تخف، سأحميك من الريح العاتية.”
مرت الأيام، وكبر الطائر وأصبح صديقًا لفاروق، يرفرف فوق رأسه كأنه يحرسه من كل شر. لكن في يومٍ عاصف، زارت القرية عاصفة هوجاء، كادت تقتلع الأشجار وتخطف الأرواح. وقف فاروق في ساحة القرية، والطائر يرفرف فوقه، يحاول صد الريح.
فجأة، هبت الريح بقوة جعلت الطائر يختل توازنه ويسقط، وعين فاروق امتلأت بالدموع. لكن الطائر انتفض، وانطلق في السماء، ليعود ويقف في وجه العاصفة. ومع كل رفرفة جناح، تراجع الغضب، وهدأت الرياح حتى تلاشت.
عادت الشمس تشرق، وفاروق ينظر إلى السماء بفخر، إذ أدرك أن الطائر لم يكن مجرد صديق، بل كان درسًا في الشجاعة والأمل، قصة يرويها للأجيال كل حين، عن طائرٍ صغيرٍ انتصر على العاصفة، بفضل حبٍ كبير وعزيمة لا تُقهر.
النهاية
Discussion about this post