ليلة بكى فيها القلم
بالأمس،
قبل شروق الشمس،
سُمع نباح في الحي،
مع بعض الهمس…
جاء الخبر يهرول،
وهو يصيح:
قُبض على القلم،
في حال تلبس.
تَبِعَته حروف العِلٍّة،
تلهث خلف كان وإِنِّ،
وقف الفعل الأجوف،
بعيدا يتجسس،
ينتظر وصول المصدر.
صاح القلم إني بريء..
تركوه في السجن وحيد.
لما انتصف الليل،
نصبوا محكمة باسم الحرية،
قال القاضي: أنت متهم،
بالجرأة وإشعال الفتنة،
كتبت مقالا يصف جسد الحرية،
هذا ذنب يوجب قطع الرقبة…
صاح القلم،
لكني قَطُّ، لم ألمسها،
بالكاد تخيلت معناها،
وحلمت يوما، أني أمسك يدها.
طلب القاضي حضور الحرية،
لسماع شهادتها وإثبات التهمة،
نادى الساعي على الحرية..
نادى… ونادى… ونادى…
لكن الحرية لم تحضر.!!
نظر القاضي للقلم،
وهو يقول:
أين حبيبة قلبك؟ أين الحرية؟
ستقضي باقي عمرك،
خلف القضبان تتحسر.
طأطأ القلم رأسه وبكى،
لم يتوقع خذلان الحرية.
خلف الباب،
لمح طيفا يتلصص.
رفع رأسه،
شم رائحة عطر تتسلل،
لكن صاحبة العطر،
أجبن من أن تظهر،
نطق القاضي بالحكم:
ستعدم فجرا،
في ميدان الحرية،
سيحاكم معك،
كل من قرأ مقال الحرية.
ابتسم القلم وهو يردد:
روحي فداء للحرية،
سأموت اليوم،
وغدا يخلفني،
ألف قلم وقضية ….
✍️طالبي بشرى/ المغرب
Discussion about this post