يجلسُ على الشاطئِ ويُلوِّح .. أحيانًا
يجلسُ على الشاطِئِ، والبحرُ العابثُ لا يغني
ويجلسُ، والبحرُ يغني
أو مكتئبٌ،
أو يبكي
عند صخرةٍ قديمةٍ، دائما
رأت كلَ شيءٍ، معه:
المراكبَ التي مرَّت، ومضت
والمراكبَ التي مرت، ومضت، بعدَ وقتٍ
وتلكَ التي شاءت أن تموتَ، هنا فوق الرمل
ندوبَ البَّحارَةِ من حكاياتِ المواني
والحاناتِ الرخيصةِ، والرفقةِ العابرةِ
والطيورَ التي تثرثرُ، دائمًا، في مرورِها الموسمي
والشباكَ التي لا تمسكُ البحرَ
والسماءَ الصاحية
و البحارة يسألون، دائما: متى صب ظله
في نسيجِ الرمل؟
هنا، منذُ أسماكٍ كثيرةٍ، وغرَقينِ
فوقَ الصخرةِ، قربَ الشاطِئ
يرى كلَ شيءٍ، وصخرتِه الوحيدةِ
بلا أدنى اهتمامٍ
ولكِنَهُ، كلما أبصر أغنيةً حائرةً، تسافِرُ وحدَها
لوَّحَ، مرتينِ
لعينيها المغرورقتين بالدهشةِ
وقد يحكي لصخرته، وهو يهدهدُ خوفها، في الأمسياتِ العاصفةِ
عن تلويحةٍ غامضةٍ تماما، قد تصنعُ فارِقًا
أو تنسجُ حلما دافئا ربما، في الشتاءات الغريبة
يمسحُ الماءَ عنها، بقبلاتٍ هانئةٍ جدا
ويداعب شعرها المبتل، في استمتاعٍ ناعمٍ
وخفيف
اسامة جاد
Discussion about this post