الحسناء تكتب عن روائع من وصاياها …
للأديب … أشرف كمال
في رؤية نقدية كتبت الشاعرة اللبنانية حسناء سليمان والملقبة بــ ( الحسناء ) عن روائع خواطر من وصاياها للأديب والكاتب الصحفي بجريدة الوفد ، قائلة ، نعم عرفناه ، أن تعرف الإنسان الّذي يلفتك برقيّه وعطائه وإنسانيّته عليك أن تسأل قلبك ، والقلب!…إذْ نُغمضُ العينيّن ، ونغوص إلى الأعماق، الى عتمة الذّات المستنيرة، ينسابُ عصفُ النّبض صافيًا من الزّيف في وعيِ الحروف
عرفناه نعم !…
والقلب الصّادق لا تُخفى عليه الحقيقة، فيؤيّدها عقلنا بأريحيّة القلب والعقل كفّا ميزان الإنسان المبصر ، إنّه ميزان الحكمة…والحكمة ليست منّا … إنّها :نعمة من السّماء …نعمةُ الخير في البشر…نعم عرفناك الأديب والصحفي أشرف كمال ، ذهبنا إلى حروفك … لفَتَتْنا وصاياك ، شفّافة كلماتك كالماء ،كالضوء ، قراءتُها عطشٌ للإرتواء ، إنّنا نفهمها بلمس الإحساس النّابع منها ، تُهامسُنا كما النّسمة للنَّفَس ، كما النّدى للورد…كلُّ حرفٍ نبضةٌ، وكلُّ قصيدةٍ قلبٌ تحرّر من القيود ، هذا النّور المنبثق من الرّوح لا يعرف الفناء ، وهلِ الرّوحُ راحلةٌ مع الجسد ؟ أتنطفئ كشمعةٍ …ولا تنعم بالوجود طويلا ؟…فتنتهي بعد زفراتِ الضّوء ، ونُراقبُ شحَّ النّورِ فيها، ال يختفي.
أمّا تلك ال”وصايا” فهي نبضُ كلماتٍ مختلفة ،لا يخبو ضوء الفكرة فيها ولا ينطفي… نفذنا من شباك تلك الحروف النّورانيّة إلى روحٍ شفّافة كالهواء والعبير، فعرفناه…هناك يُخبّئ جمال رعشةِ الحياة في الحياة…يُنادي “أشرف” يُخبره حكاية النّبض النّغم ،المتلهّف للحبِّ للنّور ، فيغدو الحبّ زفّة الشّمس للمشاعر ، وتمطر زخّاتُ العاطفة …تتمايلُ الورود ضمّة عطرٍ في الفؤاد
تبزغُ السّعادة في فجرِ الوجود المتجدّد ، ينهزمُ”وحشُ العتمة” ترقصُ الحروف ، النّجوم حالمة ، السّماء منتظرة… والولادة الجديدة تعزف للقلب أنشودةَ الحياة المستمرّة ، تنتهي الحروب، ينعمُ البشر ، تتكسّر الأسلحة في معبدِ السّلام، وصاياك !… ملأتِ الدّنيا نغمًا أبديّا…أدهش الموسيقيّين عبر العصور ، ومن حروفك انبثقت معزوفة النّور… وقارئ وصاياك المتلهّف للكلمة المحيِية…خبّأ في قلبه جملتَكَ المأثورة:
“الشّعر في غير حبٍّ كالأغاني الجوفاء” ولولا الحبّ لا سعادة …
بقلم الشاعرة والكاتبة حسناء سليمان من لبنان ٢٠٢٤/١٢/٤
من وصاياها…
كان علينا أن نحب أكثر يا أشرف. أن نخرج من طين الجسد. أن نشعل نارا أكبر. كان علينا أن نحترق يا أشرف. كي يهدأ هذا الحنين فينا ويرتوي.
الحنين أفعى يا أشرف، تسعى في صمت وتنشر السموم وتنشر الوجع، وتنشر حبّ الحياة. أن تتعلق بالحياة يا أشرف ذاك من أثر الحنين.
كان علينا أن نحب، وننسى أحيانا، ونعود للذكرى ونحب، ويعاودنا الحب يا أشرف، كي نستشعر المعنى الخفيّ لحياة لم نعشها بعد.
كان علينا أن ننسى، نعم، كان علينا أن نغرق في الذكرى يا أشرف، كي لا نضيع ملامحنا، شكل قصائدنا، ريح الجنون في حكايانا القديمة، كان علينا أن نشعل نارا أكبر.
النار نور يا أشرف، والنور روحك التي تخلط الطين بالطين وتنسج الحياة …
Discussion about this post