زميلة في المدرسة
كانت تقول لي :أخواتك جميلات إلّا أنت
والمرآة لم تكن تخبرني عن عينيَّ اللازورديّة
وأنّ وجهي كالشّمس ،وشعري تسريحةُ الأشّعة الّذهبيّة
كنت أرى في مرآتي أشجار ضيعتي
فيتردّد إلى مسامعي من أغصانها زغردات الحساسين
والسّماء المحتضنة النّجوم وقمرٌ في خفر
كانت تلك الزّميلة تقصّ علينا وقت الاستراحة في المدرسة
وتُظلّلنا زيتونات معمّرة ، نساعد في قطفها قبل أن يأتي
شهر كانون مصحوبًا بالعواصف …
نتحلّق ونستمع إلى حكايات بناتٍ من عمرنا، يُخبرنَنا عن ولَعِهنّ بالحياة
أمّا تلك الزّميلة فكانت عاشقة لشابٍ من ضيعتي
يتردّد علينا ، يسهر وأبي
وكلّ مرّةٍ تقول لي أختي الأصغر :هذا الشّاب ينظر إليك يأتي لأجلك
وأجيبها :لا !…يأتي ليسهر مع أبي
وزميلتي تلك ،صفحاتُ كتبها ودفاترها تزدان بأول حرف من اسمها متعانقًا مع أوّل حرف من اسم حبيبها ،الشّاب الوسيم زائرنا
وتمرُّ الأيّام ونكبر يتهافت إلى بيتنا الشّباب
تقول لي أمّي مَن لا يعجبك فليذهب
وكأنّها كانت تقرّر عنّا ،الفتاة حتّى المثقّفة لا وقت لديها لتفهم عقليّة مَن سيكون شريكَها مدى الحياة
فغدا رأسنا وفكرنا كالبّطّيخة منها المهترئ وغير النّاضج
والممتلئ ببذار أفكار الرّجل الشّرقيّ والمرأة المستسلمة لقدرها
كم تغيّرتِ الأيّام وتفكّكتِ العيلة لأقلّ سبب…
أما من حلولٍ لهذا الشّرخ بين الـ قبلُ وال بعدُ؟
لتزهو أوطاننا ويعيش أبناؤنا الأمان والاستقرار
سؤال نعجزٌ أمامه عن الإجابة
فلسنا قادرين أن نغّير مسخَ التّطوّر الّذي يمشي على رأسه على حساب الإنسان…
ونفتّش دومًا عن السّعادة ولا نجدها
ولن نجدها…
داستنا المفاهيم المتطرّفة وبتنا ضحاياها
فكيف ؟
كيف ننجو من سجن العصر في البعد عن الله ؟!…
بقلم الشاعرة حسناء سليمان الحسناء٢٠٢٤/١٢/٨
Discussion about this post