التغذية الرّاجعة السّلبيّة

“negative feedback”

بقلم د بوخالفة كريم -الجزائر

هي نظام كونيّ يعمل في الأنظمة الطّبيعيّة للحفاظ على توازنها واستقرارها من خلال أخذ جزء من مستخرجات النّظام وإعادتها إليه بعد عكسها، لتعمل ككابح يحافظ على استقراره. مثلاً عندما ترتفع حرارة الجسم تتمدّد الأوعية الشّعرية ويرشح الماء عند سطح الجلد”تعرق” ليتبخّر ويتسبّب في تبريد الجسم. الهورمونات، تحرّك الكتل الهوائية، الإنتخاب الطّبيعي تعمل كلّها وفق هذا النّظام.الأوبئة والكوارث تعمل وفق هذا المبدأ لضبط التّكاثر.
هذا النّظام يعمل أيضاً في الأنظمة الاجتماعية، النّقد والتّشكيك شكل من اشكال هذا النّظام، القانون والسّلطة وأدواتها من عقاب وثواب تعمل وفق هذا النّظام، فهي مستخرجات بشريّة وجدت كرد فعل على انفلات البشر، فالاعدام عملية قتل تمّ توظيفه لردع وتهذيب هذا الإنسان.
النّقطة المحوريّة في كلّ هذا أنّ الأنظمة الاجتماعية قابلة لتوظيف شكل آخر خطير من التّغذية العكسية وهو التّغذية العكسية الموجبة، الّتي تؤدّي الى التّسارع والانفلات، مثلاً عندما تدعم البيئة الاجتماعيّة المجرم والسّارق والمحتال، معنى ذلك مزيد من الجريمة والانفلات وصولاً الى الانهيار. عندما تشجّع السّلطة على الخرافة وبناء المزيد من الأضرحة المزيّفة، فحتماً ستخرج لنا أجيال متخمه بالجهل والانغلاق والتّعصب ومزيد من الخرافة والأضرحة الوهمية.
باختصار، تزدهر التّغذية العكسية السّالبة في المجتمعات المتحضرة الواعية والنّتيجه مجتمعات مرفهه، ونقيضها الموجب يزدهر في مجتمعات التّخلف والجهل والتّقديس والنّتيجة مزيداً من الخراب والسّقوط.