أمّي ، تعالي.. أنا هنا
في صرخة الرّيح في هسيس الهدى
أنا صوت طفلٍ غريبٍ يلوذ بالمنى
يشق ظلام الحنين وفيه ضائع حالي
أمّي أنا هنا تحت السّماء المنطفئة
أبحث عن يدٍ تمسح وجعي الصّامت
عن قلبٍ يدفئ برد غربتي الموجعة
فالعالم واسعٌ وأنا فيه حائرٌ شارِد
رأيتكِ في الحلمِ زهرةً بيضاء
تطفو على أمواج الضّياعِ بلا انتهاء
كنتِ نبعًا وأنا العطشُ الّذي لا يرتوي
وكنتِ الحضنَ وأنا الغريب بلا غطاء
أيُّ فلسفةٍ تُجيب عن سؤال الفقد؟
أيُّ منطقٍ يُبرر للطفلِ حرمانَ الحضن؟
أليس الإنسانُ في جوهره احتياج؟
أليس الحنين وطنًا ..والوطن أمًّا تُغني؟
يا أمّي تعالي الأرضُ موحشةٌ دونك
الليلُ طويلٌ والحلمُ يبكي في عيوننا
أمسحي بكفّك على جبيني
وأخبريني أن العالم ليس سجنًا يحدّنا
أمّي، إن لم تجدي طريقكِ إليّ
سأرسمكِ في روحي جناحَ فراشة
سأكتبكِ شعرًا، نورًا لا ينتهي
فالأمّ في كلّ مكانٍ هي الوِشاحُ هي النجاةُ… هي الحياة.
ربيعة بوزناد
Discussion about this post