سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثالث
إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي.
الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة ( 19) مع الشاعر: سليمان محمد تهراست.
السيرة الذاتية:
سليمان محمد تهراست من مواليد 1989، بقرية ريفية صغيرة يطلق عليها مجازا إنحناحا، تابعة لإقليم تازة. شاعر وباحث مغربي، حاصل على شهادة الدكتوراه سنة 2024. مقيم، حاليا، في تطوان.
✓ الأعمال الشعرية الفردية:
1. متاهات الدخول، 2013.
2. من بقايا ذاكرة الظل، 2022.
3. قربان للغمام، 2023.
4. قميص الريح، (يطبع قريبا).
✓ الأعمال الشعرية الجماعية:
1.موسوعة الشعر المغربي الفصيح، إعداد فاطمة بوهراكة 2023.
2.شعراء زمن الحجر الصحي،إعداد جمعية قوافل سجلماسة للإبداع، 2020.
3.انطولوجيا الحبر العربي، إعداد مروة نوح، منشورات الدار المصرية السودانية،مصر، 2024.
4.ديوان الٱن، إصدارات بيت الشاعر، القاهرة، 2018.
* ملاحظة: نشر العديد من القصائد الشعرية في مجموعة كبيرة من المواقع الإلكترونية الوطنية والدولية.
✓ الجوائز الشعرية:
1. جائزة زهرة زيراوي لإبداعات الشباب 2022.
2. جائزة سيزار الوطنية للشعر 2023.
✓ المشاركات الشعرية:
شارك الشاعر في العديد من الأمسيات الشعرية الوطنية في العديد من المدن المغربية. منها: دار الشعر بتطوان، الملتقى الوطني للشعر طنجة، أمسيات جمعية الأقلام المغربية طنجة،حفل تقديم موسوعة الشعر المغربي الرباط، وغيرها.
✓ تأطير الورشات:
أسهم سليمان محمد تهراست في تأطير العديد من الورشات في الكتابة الشعرية والإبداعية عموما على صعيد مديرية تطوان.
✓ المشاركة في لجن التحكيم:
شارك سليمان محمد تهراست في لجن تحكيم مسابقات تحدي القراءة العربي والمشروع الوطني للقراءة ومسابقات مهرجان تطوان المدرسي، وغيرها.
✓ البحث الأكاديمي:
أسهم الباحث بمجموعة من المقالات العلمية المحكّمة في كتب جماعية ومجلات علمية مصنفة دوليا ووطنيا.
✓ المشاركة في المؤتمرات:
للباحث مشاركات دولية ووطنية في مؤتمرات علمية، فقد ساهم بورقات علمية في مواضيع متنوعة.
القصيدة:
الوقتُ الآنْ
أراهُ يبصقُ في وجهِي رتَابتهُ
وَهذي الشّوارعُ مجروحةُ الوجناتِ
يَعتقلُنِي بردُها،
يضخّ دخانَ الموتِ بأضلُعِي
تلكَ الوجوهُ المغسولةُ ببخارِ التّعبِ الوجودِيّ
تتأمّلُ سهوَ الموجِ في حدقِي
آه.. كم تجرحُنِي،
وكم تشعلُ في دَمِي غربةً تئنّ نَايَا؟!
الوقتُ الآن
ضجيجٌ وَأربع وثلاثونَ يعقُوبَا
أنَا داخلهُ مثلَ قمرٍ عالقٍ بينَ أعشابِ الضّبابِ
أحاولُ عبورهُ
باحثًا عن وكرِ الصّمتِ أحتمِي بهْ
عبثًا أحاولُ
في حيرةٍ،
ما وجدتُ طريقًا،
ولَا ظلّ روحِي يقرأ آياتِ السكِينةِ عليَّا
الوقتُ الآن
يوزّعُ ملائكتهُ الصغارَ علَى ليلِ المدينةِ
يكبرُ اللّيلُ،
وقامةُ الحزنِ
تمتدّ في داخِلي كمئذَنةٍ نحوَ الفضَاءْ
وحدَهَا قلوبُ المساجدِ تُصارعُ مهلّلةً
“الله أكبرُ”
يبكِي الغيمُ المكابرُ،
يَخلعُ عن البردِ غرورَهُ؛
فنامتْ مَدينةْ
الوقتُ الآن
معي وحدِي
لَا بلادَ لهُ سوايْ
ولا سفينة تقودهُ فتُخلّصهُ من خطَايْ
الوقتُ يقتاتُ بحنطةِ الأحياءْ،
فإنْ بطشَ بهم الكرَى،
صارَ ماءْ
وزَوايَا النّسيانِ لَه مُدمنةْ
الوقتُ الآن
وداهمتنِي مهرةُ اللّيلِ شاحبٌ ظلّهَا،
ثمّ قالتْ لي:
كأنّكَ لَم تجرّب الموتَ – هنَا- سهوًا
ولا انطفأتَ – على الأقل- شمعةً
لتنيرَ ظلمةَ الشّبقِ
قلْ: أأنتَ ضفافٌ خُرسْ
وداهمنِي عابرٌ في ظلّ حيرتِي،
ثمّ قالَ لي:
نحنُ هنَا أضغاثُ أحلامٍ
تلاشتْ معَ أوّل استفاقةٍ
لنَا الطّوفان في الأوردةِ ما سَهَا
لنَا العرَاءْ
لنَا الصّخر نمصّ ضروعهُ
لنَا الغرَق المغرِق في كؤوسِ بؤسْ
الوقتُ الآن
(يحملُنِي دخانُ الفجرِ
نحوَ مدينَةٍ أخرَى لدهرٍ لستُ أعرفهُ
وكانَ بخاطِري يندَسْ)
Discussion about this post