قسمًا

 بقلم/ هيثم ابو أُسار 

مهما فعلتم لن أكره الوطن

قد أكره الأحزاب

وأكفر بما قاله رجال الأديان بتأويل الكتاب

وأسجّل عن كلّ نادٍ أو منتدى غيابا

أو أرى كلّ سياسيّ كذابا

ولن أكره الوطن

وأمقت السّياسة والسّاسه

ونواب الشّعب واَداب الكياسه

وأستعدي رفاق الدّراسه

و ألوم مقام الرّئاسه

ولن أكره الوطن

وأبصق على كل الشّعارات

وأكره الوزراء والوزارات

والمتنكّرين وأصحاب السّترات

وأتمرّد على جميع القرارات

ولن أكره الوطن

فقد سرقتم راتبي

وحلمي بيبت كانت ستبنيه مداخراتي

لعبتم بسعر إنتاجي

حطمتم كلّ أحلامي بأبنائي

ويتمتم جميع أحفادي

ولن أكره الوطن

كلّ يوم يتقزّم الرّغيف

ويتّسخ الثّوب النّظيف

ونفتري بقول أنّ ذاك عفيف

ويسرق مفتاح بيتي من آويته ضيفا

وأهيم بالفيافي وافترش الرّصيف

ولن أكره الوطن

وصار يصيح من كان صوصا

وأصبح الوجدان بأيدي اللصوص

وفقد العدل من كل النّصوص

وأضحت سمة العصر النّكوص

وباتت حلمًا وجبة زيتون مرصوص

لن أكره الوطن

ولو خلا الدّواء في الصّيدليّات من كلّ الرّفوف

وأعلن الشّباب عن الزّواج العزوف

ومهما رصّ الدّعاة الصّفوف

وازداد النّقر على الدّفوف

وطوّعوا لقتلي مئات الألوف

فلن أكره الوطن

وخفّ وهج الغد والبريق

وطالع كلّ شمس يضيق الطّريق

ويتوه عنّي الرّفيق

ويبتعد عنّي مهرولا الشّقيق

ويظلّ يخنقني الضّيق

فلن أكره الوطن

ولو طال أمد الحصار

وامسكت السّماء عن الأمطار

وتداعى لهدايتي دعاة كلّ الأمصار

فمهما حالي إليه صار

سأبقى بنفس الإطار

ولن أكره الوطن

خسئتم

ومهما فعلتم لما زعمتم

وهدّدتم

وحاصرتم

فقد كشفت كيف لعبتم

لا ولن أكره الوطن

ومن القول هذا أعيد

وأكّدت مرارًا وأزيد لا ولن أكره الوطن

هيثم ابو أسار سورية