** مطَرُ الصّباحِ **
أعشَقُ عبقَ المَطر..
حين يَسرِي في التّرَابِ
يَنثُرُ فَيحَ نَداهُ
بَيْنَ أعطَاف الضّلوعِ و البُيوتِ
………. يَنهَمِر
يلثُمُ الأرضَ اشتِيَاقًا
في عِنَاقٍ شبقيّ
بِوَفاءٍ للجُذورِ للحَياةِ
…….. يَنتَصِر…
أعشَقُ نَقرَ المَطر
حِينَ يُبهِجُ صَحوَتِي
عِندَ الصّباحِ بِنَبضِه
يَنقُشُ سطحَ الرّصِيفِ و التُّخُومِ
بِنِقَاطٍ و خُطوطٍ مِن رُقُومٍ
يُوقِظُ سَمعي بِلَحنٍ
أخلَى مِن عزفِ الوَتَر…
أعشَقُ خَفقَ المَطَر
حِينَ يَطرُقُ شُرفَتِي
كَحَبِيبٍ غَابَ دَهرًا.. ثمّ عَادَ خِلسَةً
يُذكِي في الوِجدانِ ذكرَى
يَفْجَأُ شوقًا تَليدًا
يَبعَثُ في القلبِ فجرًا
مِن تبَارِيحِ العُمر..
أعشَقُ لَوْنَ المَطَر
حِينَ يُشرِقُ في الأعالِي قُزَحِيّا
يُلهِمُ وَحيَ القَصِيدِ
مِن بَساتِينِ الخَيالِ و الصّوَر..
وهو يُشجِي الغَابَ وَجْدًا
يُثمِلُ تَلّا أبِيًّا مِن دَوالِي الغَيْمِ
يُرقِصُ عُشّا فَتِيّا
بَين أفنَانِ الشّجَر..
أعشَقُ دَمعَ المَطر
حِينَ يَسرِي حتّى يُبكِي
وَرَقَاتٍ فِي أصِيصٍ تَلثُمُ وجه الزّهَر..
حِينَ تَذرِفُه السّمَاءُ
كَنَشِيجٍ ضَرّجَ خَدّ الوَطَن
أو رَسُولٍ يحمِلُ
بُشرَى الفُصُولِ لِرَبِيعٍ مُنتَظَر..
أعشَقُ طُهرَ المَطر
حِينَ يغسِلُ وَجْهَ الدّنيَا
فيُزِيح عَنهُ حلكًا مِن دُخَانٍ
أصلُهُ إثمُ البَشَر…
** كوثر بلعابي ( ديوان : كوثرُ الصّباحِ ) **
الصّورة المرافقة هدّية وصلتني من الأستاذ Hamma Jday
Discussion about this post