المرأةُ الَّتي تُعِيدُ طِلاءَ شَفَتَيْهَا كُلَّ ليلةٍ
بِدَمِ شاعرٍ
ثُمَّ تُعَلِّقُ رأسَه بحائطِها
وتقرأُ عليه قصيدتَه،
ترسُمُ وجهَها بالقَمَر
لتَعْوِيَ الذِّئابُ المُستَأنَسة…
تعرفُ أنَّني ذِئبٌ وحيدٌ
لا أُحِبُّ أن أحشُر رأسي
بين رؤوس الشُّعَراء
. . .
الشعراءُ الذين فرُّوا إلى الظَّلام
ليَحفِروا لي قبرًا بطريقي
يُغَطُّونَ اسمي بالتراب ويبتسمون بوجهي…
كي أسقطَ في القبر بلا صَديق
. . .
صديقي الذي قَضَى حاجتَه في طَبَقِي
بعد أن أطعمتُه منه
يشحَذ الآن خِنجرَه
يتحسَّس ستائرَ الليل
وينتظر
. . .
الليلُ الذي مَنَحَنِي هؤلاء
لم يَمْنَحْنِي سِوى الوَحْدَةِ والشِّعر
وَطَنًا
. . .
الوَطَنُ الذي لا يتذكَّرني
نَسِيَ أن يَرسُم لي بيتًا بخريطته ليراه العالم!
. . .
العالمُ الذي يُطلِقُ الآن صافرةَ النهاية
لا يكترث بهذا الأمر
. . .
المرأة… الشعراء… صديقي… الليل… الوطن… العالم
“لقد عَبَثوا جميعًا مع الشَّاعِر الخطأ”..
تامر أنور
Discussion about this post