صَنعَاءُ الحُضنُ الدَّافِئ
(صنعاءُ) طابَ الهُوَى في حُضنِكِ الدَافِي
ادفِيتِ رُوحِي فَحَسَّ الدِّفئَ مِعطَافِي
لَمَّا عَشِقنَاكِ احيَا العِشقُ مَائِتَنَا
بَعَثتِ امجَادَ احفَادِي واسلَافِي
مَولُوهَةٌ وَقَّدَت إلهَامَ وَالِهِهَا
وَحَرَّكَت من قُسَاحِ القَلبِ إرهَافِي
مِحرَابُ عِشقٍ بِهِ النُّسَّاكُ قَد عَكَفُوا
وَلِذَّةُ الوَصلِ اجرَت دَمعَ اشرَافِ
ما أطيَبَ العِيشِ فِي كَفِّيكِ فَاتِنَتِي
رَيَاضُ ضَاعَت شَذَا ازهَارِهَا الشَّافِي
جَنَّاتُ عَدنٍ مِنَ الفِردَوسِ انهُرُهَا
حَوَت ثِمَارَاً اسَالَت رِيقَ قَطَّافِ
يا سَلوَةَ الرُّوحِ كم ابهَجتِ عَاشِقَكِ
وَكَم تَهَنَّى فُؤَادٌ شَهدَكِ الصَّافِي
نَهَالُ كَالهِيمِ عَذبَاً ما بَلَغتُ رِوَىً
وَمَا ارتَوَى سَلسَبِيلَاً نَهمُ غَرَّافِ
صَنعَاءُ مَاذَا جَرَي تُبدِينَ بَهجَتَكِ ؟
وَبَسمَةُ الثَّغرِ دَارَت تَرحَكِ الخَافِي
مَهمَا تَقَنَّعتِ فَرحَاً سَاتِرَاً تَرَحَاً
احُسُّ حُزنَاً تَوَارَى خَلفَ إغدَافِ
مَا لِي ارَاكِ بُعِيد البِشرِ عَابِسَةً ؟
يَتِيمَةً كَابَدَت طُغيَانَ اجلَافِ
بَاتَت على الجَمرِ تَشكُو نَارَ حَسرَتِهَا
وُمُضرِمُ الجَمرِ في حُضنِ الهَنَا غَافِي
مَا لِلاسَى في الحَشَا نَارٌ مُسَعَّرَةٌ ؟
يَكَادُ يُفنِي لِوَاحَاتِي وَاحفَافِي
اقصَتكِ عَنِّي ايَا صَنعَاءُ مُرغَمَةً
نَوَائِبُ الدَّهرِ أم تَدبِيرُ عَسَّافِ ؟
حَنَّت إلِيكِ وانَّت كُلَّ جَارِحَةٍ
وَاحرَقَ الشُّوقُ احشَائِي وَاطرَافِي
البَحرُ وَالعصفُ والاموَاجُ هَائِجَةٌ
تَلَاطَمَت فَوقَ الوَاحِي وَمِجدَافِي
غَرقَانُ في ظُلمَةِ الاعمَاقِ مَا بَرَقَت
لَآلِئٌ أو حَوَت لِلدُّرِّ اصدَافِي
ما إن تَوَارَى ضِيَاءٌ كَانَ بَاعِثُهُ
بَرِيقُ عَينِيكِ عَمَّ السُّحمُ اكنَافِي
صَنعَاءُ إن قَطَّعُوا في دَربِكِ سُبُلَاً
وَحَاوَلُوا غَلَّ اقدَامِي وَاكتَافِي
فَتَّحتُ مِن مَشرِقٍ أو مَغرِبٍ طُرُقَاً
وَمَا استَطَاعُوا عَلَى مَسعَاكِ إيقَافِي
تَسرِي إلِيكِ كَسِيلٍ جَارِفٍ عَرِمٍ
مَشَاعِرٌ فَيَّضَت وَجدِي وَاطيَافِي
لَن يَنزِعُوا من ثَنَايَا الرُّوحِ بَاعِثَةً
تَوَطَّنَت في شَرَايِينِي وَاشغَافِي
مَا ارتَدَّ مَن وُثِّقَت فِيكِ عَقِيدَتُهُ
وَاخلَصَ الحُبَّ في إيمَانِ احنَافِ
مَا زِلتِ شَمسَاً بِجَوِّ الكَونِ سَاطِعَةً
الِيقَ بَدرٍ تَعَالَى فَوقَ اوصَافِيِ
مَا زِلتِ في بُرجِكِ العَالِيِّ حَاكِمَةً
مَدَائِنَ الارضِ طُودَاً بَين اجرَافِ
مَعشُوقَةً بَاتَ خَفقُ القََلبِ يَصدَحُهَا
وَإنَّنِي في هَوَاكِ العَاشِقُ الوَافِي
حَيٌّ إذَا كُنتِ يا (آزَالُ) سَاكِنَتِي
وَفِي تَنَائِيكِ إزهَاقِي وإتلَافِي
د. سعيد العزعزي
27/11/2024
Discussion about this post