أنت لست ذلك المخدوع جهراً ، لست كما تبدوا عليه في أعين الجميع ، ذلك التيّه لا يشبهك ، وتلك الفوضى لا تعني أنك أنت ، أكاذيبهم حولك ليست إلا هلوسات عقولهم البائسة ، ترانيح خطيئاتهم المميتة ، لست أنت ذلك المشوه بالأعين القبيحة حولك ، لست كما تبدوا في مراياك المتغطرسة ، أنت وحدك من يعلم أنك مختلف تماماً ، مختلف عما يبدو عليه هذا العالم المزيف بالوهم ، مختلف عن كل شيء حولك دنيىء ومخادع وكاذب ، أنت برهة من زمن سحيق عابر في مخيلة التاريخ ، لحظة من تفاصيل أزليّة رنانة ، كسيلٍ جارف تتبعثر في جوف أيامك ، قد ألبسوك وهمّ نفسك،
متى تتجرد ؟
متى تتعرّى من هذا الزيف ؟؟
متى تندثر كمعزوفةَ صارخة في جوف ليلٍ عاشق ؟ ، أنظر إلى تلك الحقبة الزمنية بداخلك ، أنظر إليك ملياً ، إليك أنت ولا شيء سواك …
هل أرعبتك نفسك المتجردة في التيّه؟
هل خانتك الظنون تجاهك ؟
كل تلك الخدوش الجامحة على ملامحك المعرّاة تعرفها وتعرفك، تذكر كينونتها ،
وكيف أدمتك عمراً من هزالة الضعف فيك ؟ ألا ترى أنك مفلس إلا منك نقيض تحت نقيض ، ركاماً من تفاصيل صغيرة جداً ، بقت على هامشك عالقةً في عمقك المتواري تحت ظلام شبحك ، لست أنت كما تعرف ، جردها لترى أنك هزيلٌ أمام هذا الكمد الهائم به عمراً ، مقطوع الأوصال إلا من منك ، لا تأخذك سطوة الإنبهار ، هذا أنت متجرداً من ملامحك المزيفه فهلاّ اشفقت رحمةً على هذه الروح إكسوها إجلالاً ولا تبتأس ،كفى ضياعاً تحت قيد الوهم الكاذب ، كن أنت ، كن كما تحب ، تجرد منهم ، لست تمثالاً يصاغ نقشه تحت بطان الحرية …
Discussion about this post