ثلاث رسائل
بقلم/ سونيا عبد اللطيف
أاطفأتُ الفانوس في غرفتي… وأغمضت عينيّ… لكيْ ألتقيكَ..
ربّما غفوْتُ، ربّما حلمتُ بكَ.. وربّما تهيّأ لي أنّي رأيتكَ، والتقيتكَ، وأنّكَ أتيتَ إليَّ.. تحدوك الأشواق ويدفعكَ العشق والحنين، ربّما.. كنّا معا.. ،
كنا نمدّ أيادينا للعناق، والبسمة تعلو شفاهنا، وتغمر وجهيّنا اللّطيفيْن، وتشرقُ في عيوننا الحالمة،… هل هو الحبّ يسكنها، وفرحة اللّقاء، أم هو العشق والاشتهاء؟… فتحتُ يديّ لأحضُنكَ، وفتحتَ يديْكَ لتطوّقني،.. لكن تناهى إلى سمعي صوتُ نقر، أو ما يشبه الوقع،… لم أعرف مصدره، أو سببه، فخلْتُه، صوت نبض قلبيْنا.. فتقدّمتُ نحوكَ خطوة أخرى ودنوْتَ أنتَ منّي، خطواتٍ أخرى، كنّا على وشك العناق، إذ تكرّر ذلك الصّوْتُ، رفعتُ رأسي، قلتُ إنّه المطر، جاد علينا الله بالغيث، كما جاد علينا باللقاء القدر،… فأشرقتْ عيوننا أكثر، وتضاعفتْ لهفتُنا لبعضنا.. ،
خطوة واحدة، أكونُ بين راحتيْكَ،.. تلفُّني ذراعاك بشدّة وتجذبني إليكَ..
خطوة واحدة يكونُ رأسكَ على كتفي، وصدركَ على صدري، وأصابعنا تتشابك في بعضها البعض،..
خطوة واحدة، نصير فتيلا واحدا ونحترق.. أو شمعة وننْصهر…
خطوة واحدة… يا حبيبي، ونصل لبعضنا البعض…. لكنّ ذلك النّقرَ تكرّر للمرّة الثّالثة.. ، هو ليس بوقع المطر… ولا هو صوت دقّات قلبيْنا..
فتحتُ عينيّ..
الغرفة غارقة في الظّلام والهاتف الجوّال حذو رأسي على الطّاولة الصّغيرة يضيءُ…
ثلاثةُ رسائل تصلني من حبيبي، تقول:
الأولى: كنتُ يا حياتي أحلم بكِ..
الثانية: قد كنّا على وشكِ العناق..
الثّالثة:.. أيقظني صوتُْ انهمار المطر…
سونيا عبد اللطيف
قليبية فجر يوم السبت 30/ 11/ 2024
Discussion about this post