بقلم د. عبد العزيز يوسف آغا.
////////////////////////////////////////////////
الإيزيدية أو اليزيدية أو اليزدانية: واحدة من أقدم الديانات الشرقية القديمة، ويعتقد أتباعها أنهم أول من عبدوا الله، وأن دياناتهم انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى بعض الباحثين الإسلاميين أن الديانة الإيزيدية، ديانة منشقة ومحرفة عن الإسلام. بينما يعتقد البعض الآخر أن الإيزيدية، خليط من عدة ديانات قديمة، مثل الزرادشتية والمانوية أو أنها امتداد للديانة الميثرائية.
والإيزيدية، ظهرت قبل آلاف السنين في وادي الرافدين وبلاد ما قبل النهرين، وهي أحد الديانات التي تدرجت من العبادات الطبيعية إلى الوحدانية ولها معتقدات وطقوس خاصة بها، تختلف عن الديانات الإبراهيمية “اليهودية والمسيحية والإسلامية” المعروفة بالديانات السماوية.
وتشير بعض المخطوطات، إلى أن تاريخ الديانة الإيزيدية، يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد. وأنها بقايا أقدم ديانة كردية في منطقة الحضارات العظمى في الشرق، حيث يوجد في الحضارة الساسانية أصول لديانة يُطلق عليها اليزدانية، حيث كانت وقتها أحد الديانات الرسمية السائدة إلى جانب الديانات الكردية القديمة الأخرى كاليارسانية والزرادشتية والميترايية.
والطاووسييون – أتباع الديانة الإيزيدية- موحدون يواجهون الشمس في صلواتهم، ويؤمنون بأنه لا صلة بين المخلوق والخالق، لذلك لا يؤمنون بالأنبياء، وليس لهم نبيّ مُتّبع مثلما في الديانات الإبراهيمية. لكنهم يؤمنون في تناسخ الأرواح وأن الروح أزلية لا تموت ولا تتلاشى وإنما تنتقل بين الأجيال المتعاقبة، كما أنهم يُقدّسون المتصوفة، وتعتبر عين زمزم من الأماكن المقدسة لديهم، ويصومون أربعين يوما في السنة بدايةً من شهر يناير/كانون الثاني.
الأزياء الإيزيدية، وبعض الطقوس والاعتقادات والشعائر الدينية تحتوي على ملامح زاردشتية ومندائية وآشورية وسريانية وإسلامية؛ فأزياء الرجال قريبة من الزي العربي أما أزياء النساء فسريانية، الأمر الذي جعل بعض الباحثين يقعون في حيرة ولا يعرفون إن كانت الديانة الإيزيدية ديانة أصلية أم ديانة محرفة، مأخوذة من الديانات المحيطة بها.
يؤمن “الإيزيديون” بـ “إله واحد أحد لا تجري ماهيته في مقال، ولا تخطر كيفيته ببال، جل عن الأمثال والاشكال، صفاته قديمة كذاته، ليس كمثله شيء“. ورئيس الملائكة (عزازيل)، هو المَلَك طاووس الذي كلفه الله بمحاولة اقناع وإخراج آدم من الجنة لكي يتكاثر البشر، وتزدان الأرض وتعمر. ويعتقدون بأن طاووس ملك، يحكم الأرض بمعية سبعة ملائكة خاضعة للرب الأعلى.
لكن من هو طاووس مَلَك؟
على عكس المعروف في الديانات الإبراهيمية، يعتقد الإزيديون أن “طاووس ملَكَ” في الرواية الإيزيدية، هو الذي رفض السجود لآدم عليه السلام، ولمّا سأله الله: لماذا لم تك من الساجدين؟ قال: “عندما خلقتنا أمرتنا يا ربنا أن لا نسجد إلا لك، وأنا لم ولن أسجد لغير وجهك الكريم يا رب”. فأعلن الله لباقي الملائكة، أن طلب السجود لآدم كان اختبارًا، وأن طاووس ملك هو الوحيد الذي اجتازه بنجاح، ومن ثم كافئه الله بجعله أقرب المخلوقات إليه وأناط له حكم الكون. ولأن الشيطان هو من رفض السجود لآدم عليه السلام في الديانات الإبراهيمية، فتسببت عبادة وتقديس طاووس ملَكَ عند الإيزيدين، في اتهامهم من أتباع الديانات السماوية بعبادة الشيطان، الأمر المنافي للحقيقة، حيث لا يؤمن الإيزيديون في وجود الشياطين أصلًا.
وتقديرا لمكانة طاووس ملك في الديانة الإيزيدية، ولكي يتذكروه دائمًا، فقد أوجدوا سناجق (تماثيل) على هيئة طاووس، يطاف بها سنويًا بين الإيزيديين. وكان اللواء يبيت في كل قرية ليلة واحدة، ومع ازدياد عدد أتباع الديانة الإيزيدية، لم يعد يكفيهم سنجق واحد، حيث كانت مناطق الإيزيديين تمتد بين العراق وسوريا وتركيا وحتى أرمينيا، فوصل عدد السناجق إلى سبع، كل سنجق لمنطقة معينة، هي؛ طاووس ئيزي، طاووس سنجار، طاووس حلب، طاووس خالتيا، طاووس موسكو، طاووس تبريز، طاووس زوزان.
اللهم نور بصيرتنا بنورك،،،
على طريق النور نسير،،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،،،
Discussion about this post