نادرة هي تلك المناسبات الثقافيّة التي ترسّخ جودة الأشكال الأدبيّة المختلفة وتشيع قيما إنسانيّة عابرة للحدود الجغرافيّة..لكنّ المسابقة الثقافيّة الدوليّة لصحيفة الرواد نيوز بمصر والتي يشرف على مجلس إدارتها الأديب الدكتور أشرف كمال، قد مثّلت علامة مضيئة ومناسبة فارقة لقراءة الواقع الأدبيّ والفكريّ والنقديّ العربيّ، ولتقديم صورة عن تجارب أدباء وشعراء من مختلف الأقطار العربيّة، خاضوا هذه التّجربة ومارسوا فعل الكتابة بأنماطها المختلفة..كما صنّفها معدّو المسابقة، فكان الشّعر العمودي، وشعر التّفعيلة، وقصيدة النّثر، والقصّة القصيرة والخاطرة والنّقد الأدبي والمقال الصحفي.
ولعلّ ما يزيد من قيمة هذه المسابقة، وما يعزّز جهود القائمين على “ملتقى الرواد” ربط المسابقات المختلفة بأسماء وأعلام الأدب والنّقد، تأكيدا على قيمة هذه الرّموز في المدوّنة الشعريّة والأدبيّة والثقافيّة عموما، فكان الحضور للشّاعر حافظ إبراهيم وللشّاعر أمل دنقل وللشّاعر محمد الماغوط وللأديب غسان كنفاني وللأديب ميخائيل نعيمة وللنّاقد محمد مندور والكاتب محمد حسنين هيكل، فضلا عن الإيمان بأنّ الحركة الإبداعيّة لا تقطع مع الأشكال الأدبيّة السّابقة وإنّما تستضيء بها وتؤسّس من خلالها لرؤى جديدة تساير إيقاع العصر ومختلف التحوّلات الطّارئة عليه.
وأجدني، وقد شاركت في مسابقة حافظ إبراهيم للقصيدة العموديّة وتحصّلت على المركز الأوّل..على يقين مرّة أخرى بأنّ للقصيدة العموديّة مريديها، وأنّها وإن كانت في قالبها شكلا تقليديّا إلاّ أنّها في عمق دلالاتها تساير حركة التطوّر في مستويات عدّة وقد يتجلّى هذا التطوّر خاصّة في مستوى الصّورة الشعريّة التي تنهل من معين واقع مغاير..
أخيرا، أجدّد أسمى آيات الشّكر والتّقدير لكلّ القائمين على “ملتقى الرواد” وعسى أن تكون هذه البادرة الرّائدة، وهذه المسابقة القيّمة في مختلف أجناس الكتابة، بوّابة الولوج إلى عالم أرحب من الإبداع يكون ديدن المبدعين فيه وغايتهم الأسمى، الرقيّ بالإنسان والدّفاع عن القيم الكونيّة عبر كلّ أشكال الأدب والفكر.
Discussion about this post