بقعــــــــة ضـــــــوء …
نســـــــــاء ..
بيــن مطرقـــة الاهمــال وســـندان التجاهــــــل
بقلـــــم :
لميــــاء العامريـــة
مهما عظمت تضحياتها ، وبلغ عطائها ، تبقى مدانة .. مهمّشة .. وعِرضة للتهكم
تبقى وفق انماط المنظور الواقعي اسيرة مملكتها القائمة على مساحة لا تتعدى مساحة مسؤوليتها التي تشكلت في عقلية المجتمع ككل ، فالمرأة خلقت لتكون كائنا مهمته ارضاء وتلبية متطلبات الرجل وتربية الاطفال والقيام بالواجبات المنزلية على اكمل وجه … ولا ضير في ذلك ابدا حتى وان كانت موظفة او عاملة في مجال ما … ولا اعتراض طالما تعرف وتدرك حجم مسؤولياتها ..
غير ان اللافت للنظر وما افرزته معطيات الواقع وعلى وجه الخصوص في زمن الثورة الرقمية وعالم الشاشة الزرقاء جعل من المرأة القائمة بكل ما انيط بها من مسؤوليات عرضة للإهمال والنظر اليها نظرة دونية من قبل الشريك الاخر في الحياة الزوجية .. والذي ينقاد وراء صبيانيته ونزقه ويرى فيها ( زوجته ) غير ملائمة لهواه وغير متوافقة مع تطلعاته واحلامه الوردية بفتاة احلامه التي اصبحت احلاما متأخرة وليست في اوانها ، وكأنّ زوجته الاولى لم تكن في زمن مضى اكبر واهمّ احلامه وتطلعاته !!!
هل هو البحث عن الاشباع العاطفي عند الرجل ؟ ام الشعور بالنقص وحبّ التجديد ؟ ام مراهقة متأخرة بعدما اشتعل الرأس شيبا ؟
هذه السلوكيات الصبيانية واللامسؤولة ترافقها وبشكل واضح وعميق الاثر ظاهرة الاهمال والتجاهل وغالبا ما تكون المرأة هي الضحية .. حتى لتصل لمرحلة الفتور والبرود وازدراء من كانت تعشقه فيما مضى .. وصولا الى مرحلة الانفصال او الخرس العاطفي قبل ان يسبقه الانفصال التام بين الزوجين ..
فالاهمال وتراكماته يخلق شعورا نفسيا يترك اثره في اعماق النفس والقلب نتيجة انعدام مشاعر الحب وتعميق الشعور بالحرمان عند المرأة رغم ما يتخلل ذلك من مطالبات بالاهتمام من الرجل والتي غالبا ما تنعكس سلبا على المرأة وما تخلقه من خلافات حادة تصل في الاغلب الى حالة الطلاق او الانفصال العاطفي .
ويعتبر الاهمال العاطفي وخاصة بين الزوجين اسوء واعمق انواع الاهمال الذي يتعرض له الانسان ومنها في طفولته وفي صباه ، ذلك ان الانسان الراشد يدرك تماما احتياجاته ويعي حجم متطلباته العاطفية من شريك حياته فالشعور بحب الطرف الآخر ركن اساسي في ديمومة ونجاح العلاقة الزوجية القائمة على فكرة التكامل العاطفي قبل الاتصال الجسدي الذي يتوجها لتكوين اسرة ونواة مجتمع .
ومما يولده الاهمال العاطفي من نتائج سلبية وخيمة على المرأة ان تجعل منها انسانة مهزوزة ومحبطة ، تعاني الحرمان الذي يقودها للتوتر والانفعالات الحادة والتي غالبا ما يدفع ثمنها الاطفال ، اضافة الى تفاقم حدة المشاكل مع الزوج ،
وشعورها العميق بالدونية نتيجة مغامرات الزوج الصبيانية العاطفية ومن ثم يبدأ بالقاء اللوم عليها بأنها نكدية دائمة السخط واللوم في الوقت الذي يتجاهل الزوج تماما انها ما وصل اليه الحال كانت نتيجة اهماله وتجاهله وغالبا ما يكون اولئك الرجال اشخاصا تعرضوا للاهمال العاطفي في طفولتهم ، او انهم يجهلون تماما اهمية التجديد والاشباع العاطفي والاحتواء النفسي للمرأة ، وغالبا ما يكونوا متشبعين بثقافة تهميش المرأة وابتذالها وكانها سلعة قابلة للتقادم ويجب التنويع والتجديد بطريقة او بأخرى ، وخارج نطاق الزوجية الرسمية ، وهو ما يدفع بالمرأة في احيان كثيرة الى هاوية اقامة علاقات غير سوية نتيجة الشعور العميق بالحرمان والدونية وزيادة الفجوة بين الزوجين التي تقودها لحالة التمرد ورفضها العميق لطبيعة العلاقة الزوجية ومن ثم طلب الطلاق الذي ينجم عنه تفكك الاسرة والمجتمع كحالة عامة .
Discussion about this post