بئس وطن يريد أن يخرس الناس عن الجوع والقهر والذل ، بئس وطن يرضى الموت والاقصاء لابناءه ، بئس وطن يهجر أولاده في بقاع الأرض ، يركبهم الموج والموت على حد سواء ، بئس وطن ملأت أصوات حريته كل أرجاء الأرض الاه..
ألم يقل الماغوط : « عليك أن تفهم أن في وطني تمتليء صدور الأبطال بالرصاص وتمتليء بطون الخونة بالأموال .. ويموت من لا يستحق الموت على يد من لايستحق الحياة. »
أنا سوري من السويداء ، سوري بدون طائفة … بدون رتوش ، بدون ألوان… ،بدون أعلام ، سوري بدون أجندات سوري تعب من الحلم والانتظار والموت البطيء ،من الألم والخوف والترقب ، السوري الذي دفن حياً تحت انقاض أحلامه، وحريته
سوري من هذا الزمن الرديء زمن الجوع والقهر والذل ، زمن الاعشاب الضارة ، زمن الموت والمحرقة ، زمن الريح الذي اقتلعنا من أرضنا ووطننا وأطفالنا ونثرنا في بقاع الكون الفسيح
سوري يموت كل يوم ألف ميتة كجريح ومغتصب ومذلول في وطن شعارته براقة لا تقل عن الحياة والحرية والكرامة.
سوري ينام جائعاً بارداً مخذولاً ، في أرضه التي ما عادت تحمله ،وضاقت به داره .
السوري القاتم ، الموعود، المكذوب عليه ، المعطوب … المعطوب حتى المهانة
الموت لا يحتاج تبريراً والكرامة لا تحتاج تبريراً لأحد ..
.يقول ممدوح عدوان في « أعدائي » : أنا لست في حاجة إلى التبرير. كلمة “لا” تحمل مبرراتها الكاملة. هذه أقوى كلمة في الدنيا
السويداء لا تحتاج تبريراً …
من السويداء ، هنا سوريا … من هذه الصخور السوداء التي حضنت كل سوري التجأ اليها من هذه الصخور هنا الوطن ، هنا رمينا « الطائفية » في مهملات الريح ، ولم نتربى عليها ، هنا لم نعرف التدجين يوماً ،ظلت سوريا فوق الجميع فوق أي انتماء ، هنا سُّدت كل الثقوبٌ في جدران الوطن ، السويداء الوجه الاخر لسوريا الواحدة الجميلة، سوريا التي تسمو فوق الجميع ، فوق الاشخاص والأسماء والانتماءات والشعارات
Discussion about this post