الفنان كمال ياسين.. الممثل السينمائي والمخرج المسرحي
“أنت من الأحرار يا علي”، واحدة من الجمل التي مازالت عالقة بأذهان وذاكرة عشاق السينما المصرية رغم مرور عشرات السنين على إنتاج فيلم “رد قلبي” الذي قيلت فيه هذه الجملة، والفنان كمال ياسين أو ضابط الجيش المصري “سليمان” الذي قال هذه الجملة لزميله الضابط “علي” ابن الريس عبدالواحد الجنايني ما إن تراه أمامك على الشاشة حتى تشعر بالفعل أنك أمام شاب وطني محب لبلده وغيور عليها، ورغم أن أدواره في السينما تعد من الأدوار الثانوية والأعمال التي ظهر فيها كانت قليلة جدا، إلا أنه كان يترك بصمة في كل عمل يظهر فيه بسبب إجادته وتميزه وتفرده، فهو فنان له طابع خاص ومتفرد بالفعل يجعلك تشعر أنه أحد أقاربك أو أنك تعرفه كلما ظهر على الشاشة، وأكبر دليل على ذلك دوره في فيلم “الليلة الأخيرة” الذي كان قصيرا للغاية إلا أنك لابد وأن تتذكره بعد مشاهدتك للفيلم ولا تنساه أبدا.
والفنان كمال ياسين كان في الأصل ممثلا ومخرجا مسرحيا، وهو من مواليد المنصورة بالدقهلية في يوم 13 نوفمبر سنة 1924، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وسافر إلى فرنسا لدراسة الإخراج والدراما المسرحية، وحصل على دبلومة مسرح الأمم من مركز الفنون بستراسبورج، وعمل بفرقة المسرح المتجول في الإلزاس واللورين، وبدأ حياته العملية في مصر بالتأليف للإذاعة حيث كتب عدة مسلسلات منها: “رحلة الليل”، و”فين العريس”، كما اشترك في فرقة المسرح الحر ممثلا ومخرجا فأخرج مسرحيات “أولادنا في لندن” و”قصر الشوق” و”خان الخليلي” و”زقاق المدق” وهى غير مسرحية زقاق المدق التي أخرجها المخرج حسن عبدالسلام لفرقة الفنانين المتحدين في ثمانينيات القرن الماضي.
كما أخرج الفنان كمال ياسين عددا من المسرحيات الشهيرة منها “نمرة 2 يكسب” و”البيجامة الحمراء” و”اتفرج يا سلام” و”حلاوة زمان”، كما قام بجانب الإخراج المسرحي بالتمثيل في عدد من المسرحيات من إخراجه وإخراج غيره، منها المسرحية الشهيرة “الشخص” مع عفاف راضي، وهي المسرحية التي أبدعها الرحبانية وقامت ببطولتها فيروز سابقا، ثم مصرها وأعدها للمسرح الشاعر أمل دنقل وأخرجها المخرج جلال الشرقاوي، والعجيب والغريب أن هذه المسرحية ورغم تصويرها تليفزيونيا إلا أنها مازالت ممنوعة من العرض في التليفزيون المصري رغم مرور ما يقرب من 36 سنة على عرضها الأول.
واشترك الفنان كمال ياسين في عدد من المسلسلات التليفزيونية منها “محمد رسول الله” الجزء الرابع و”الموج والصخر” و”باقى من الزمن ساعة”، كما اشترك في عدد من الأفلام السينمائية بالإضافة إلى فيلم “رد قلبي” منها “غروب وشروق” و”الليلة الأخيرة” و”أنا حرة” و”موعد مع السعادة”، وبجانب التمثيل والإخراج المسرحي والتأليف الإذاعي فقد تقلد كمال ياسين عددا من المناصب، فكان مدرسا لمادة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومديرا للمسرح الكوميدي، وخبيرا للشئون الدرامية في هيئة المسرح، ومديرا لمسرح الحكيم، ومديرا لقطاع المسرح في مؤسسة السينما والمسرح والموسيقى، وكانت وفاته في يوم 3 أغسطس سنة 1987 عن عمر يناهز 63 عاما.
Discussion about this post