“زهرة برية”
يتفيأ الغيثُ في شهقاتِ السّحبِ
تمتليءُ الأرضُ برحمةِ السّماءِ
فيميلُ الغصنُ ويدنو ثَمارهُ
وتستلُ الشّمسُ عطرَ النّسيم
لتشذبَ الأزهارَ أريجها
تغفو قطراتُ النّدى
فتُشرعُ النوافذُ الشاحبةُ
من غشوةِ النفسِ
وعتمةِ القلبِ..
وغينِ العينِ
تنجبس الرّوحُ من أصفادها
لتمنحَ الظلَّ بهجتهُ
وتزهرُ خوابي الوجع مترفةٌ
برحيقِ السّعادة
فيبقى الوردُ رسالةً مملوءةً بالعطور
يتضوعُ منها الأملُ
يسقي الرُبى في محيطِ الشّعور
في عتمةِ اللَّيلِ
تغدقُ بالعطايا السّرمدية
رغمَ الشُّح
كهالةٍ من سديم
في صومعةِ مرايا الكآبة
لتدركهُ قبلَ رحيلِ الرّبيع
وتعودَ إلينا باخضرارٍ أكبر
وموسمٍ من ألوانِ قوسِ قزح
تشرقُ أباهيجُ القلب
لنزهرَ باليقينِ كغيثٍ مقطر
ونغدو في المنسأةِ أحياء
كروحٍ تعتصرُ الفرح
ممتلأةً بأزهارِ الكرزِ الأرجوانيةِ
نشتمُ أريجها وسطَ الأفولِ
يستجدي عَبيرُها أفنانَ الرُّبا
يتراقصُ مع أزاهيجِ المطرِ
تزهرُ تباريحُ السّدم
في طريقها نَحوَ النُّور
Discussion about this post