نورا عواجه
نعيش هذه الفترة الراهنة في طقس حار لارتفاع درجات الحرارة في شهر أغسطس، ونحاول تجنبها بارتداء ملابس قطنية خفيفة أو كتان، ويتبادر لأذهاننا سؤال حول كيف كان الطقس صيفا في أيام أجدادنا القدماء المصريين وكيف كانت ملابسهم ونوع النسيج وكيف تعايشوا مع الحر الشديد، وهل تختلف أيامنا الحالية وطبيعتها عنهم؟ ويجيب على هذه التساؤلات الدكتور إسلام عاصم أستاذ مساعد الإرشاد السياحي ونقيب المرشدين السياحيين الأسبق بالإسكندرية.قال الدكتور إسلام عاصم عبد الكريم أستاذ مساعد الإرشاد السياحي ونقيب المرشدين السياحيين الأسبق بالمعهد العالي للسباحة وترميم الآثار بالإسكندرية لـ«الوطن» أنه يتبادر إلى أذهان البعض منا كيف كان الفراعنة يعيشون أجواء فصل الصيف في حقبتهم التاريخية وهل كان الطقس حارا كما نعيشه اليوم خلال أغسطس الجاري، وما الأنسجة والأقمشة التي ارتدوها في الحر الشديد؟أكد عاصم أن الفراعنة قسموا العام إلى 3 فصول خلال عام يضم 365 يوما، 10 أيام في الأسبوع و5 أيام النسيم.
3 فصول عند الفراعنة و10 عدد أيام الأسبوع
فصل البَذْر، وهو الذي تغرس فيه البذور ما قبل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
فصل الفيضان، وهو الذي يفيض فيه النيل ويغمر أراضي مصر بالمياه، وكانت تروى الأراضي الزراعية بمياه النيل، حسبما أوضحه الدكتور إسلام عاصم أن المصري القديم خلال فصل الفيضان كان يقل عمله قليلا، كما يعد هذا الفصل هو فصل الصيف والذي يبدأ آواخر يونيو وينحسر مع أول أكتوبر كما نحسب في هذه الأيام.
فصل الحصاد، وهو الفصل التالي لفصل الفيضان الذي ينمو فيه النبات ويأتي موعد حصاده، ويحتفل خلاله المصريون بالحصاد وهو فصل الخير محملا بالنبات والمحاصيل.وأوضح الدكتور إسلام عاصم ما كان يرتديه المصري القديم في أيام الحر الشديد، مؤكدا على أن الأيام وطبيعتها لم تتغير في مصر إلا أن المسميات للأيام وفصول العام هي التي اختلفت، لافتا إلى أن المقابر الفرعونية تضم العديد من النقوش والرسومات التي توضح ما ارتداه المصري القديم في حقبته الزمنية خاصة في أيام الصيف أو الحر الشديد، ولعل أبرز هذه المتاحف الموثقة لملابس الفراعنة هي المتحف المصري، ومتحف الحضارة، فكانت المنسوجات الشهيرة من الكتان وفق ما وثقته جدران مقابر الفراعنة هي طريقته ووسيلته للتغلب على شدة الحر.
الفراعنة لم يرتدوا القطن
أضاف: «يعتقد البعض أن المصري القديم كان يرتدي الملابس القطنية لمواجهة الحر، القطن اشتهر ارتداؤه وصناعته ودخوله إلى مصر في القرن الـ19 عندما جلبه السلطان محمد علي القطن من الهند واستزرع البذور في أرض مصر، وكانت وقتئذ ماكينات الصناعة مناسبة وملائمة لصناعة منسوجات قطنية، المصري القديم لم يرتد الملابس المصنوعة من القطن بل ارتدى الكتان وهذا ما توثقه المخطوطات ورسوم جدران المعابد والمقابر».المصري القديم ارتدى ما يناسب طبيعة الطقس وعمله
أكد الدكتور عاصم أن العلماء اختلفوا حول ما كان يرتديه المصري القديم، وتساءلوا هل كانت الملابس والمنسوجات المصنوعة من الكتان كانت رمزيات أم كانت الحياة الواقعية وقتئذ، لافتا إلى أن الملابس كانت من الكتان كملابس واقعية، وطريقة ارتداء المرأة للملابس والزينة يختلف عن طريقة الرجال، مرتبطا كل هذا بالفصل الذي يتميز بالطقس الحار: «الزينة واللبس للمصري القديم كانت ملائمة لفصل الحر الشديد وفصل الفيضان، والمصري كان يرتدي ما يناسب طبيعة عمله ليسهل عليه الحركة».
متحف الحضارة يضم قسما للمنسوجات الفرعونية
شدد على أن طبقات الفراعنة المختلفة جعلت طريقة الملبس والزينة والحلي مختلفة لكنهم ارتدوا جميعا الكتان، لافتا إلى أن الطبقات العليا في عهد الفراعنة ارتدت الباروكة «الشعر المستعار» وهذا ما دونته جدران المقابر والمعابد وكانوا يرتدونها في المناسبات الرسمية بينما لم يرتد عامة الشعب الباروكة وظهر البعض دونها وهم الطبقة العامة من الشعب والعمال وما سواهم، مشيرا إلى أن متحف الحضارة يضم قسما كاملا للنسيج، كما تميز الكهنة بتمييز ملابسهم بجلود فكل طبقة وفئة لها ملبس خاص.
Discussion about this post