بحْث ٌ عن ْ الخُذْلَان ِ : عن ْ الخُذْلَان ِ نتحدث ُ(2) :
بقلم : حسين نصر الدين :
في الخُذْلان ِ دروس ٌ وعِبَر ٌ :
تعلمت ُ من الحياة ِألا أجعلُ أمالِي في سبُلِ السرابِ ولا أعتمدُ على الآخرين اعتماداً كُليا ً حتى لا أُصاب ُ بالخُذْلان ِ.
فلقد ْخذلنِي من كنت ُ أظن ُ الحياة َ جميلة ً معه ، أتمنى أنهم لو واجهُونِي ، ولم ْ يطعنونِي من وراء ِ ظهرِي بغدر ٍ وخيانة ٍ . نعم لا أُسميها إلا غدرا ً وخيانة ، والحمد لله أنني تعاملْت ُ معهم بأخلاقِي أنا ، وليس بأخلاقِهم هم ، وبتربيتي أنا وليس بتربيتِهم هم ، ولم أنتقم ْ منهم وتركتهم وكأنهم لم يكونوا في حياتِي من قبل،والزمنُ كفيل ٌ والله بصير ٌبما تعملون،وإن َربَك َ لبالمرصاد، وكما تُدين ُ تُدان ُ .
تعلمتُ درسا ً قاسيا ً من الخُذْلان ِ،حيْثُ تكالبتم أنتم والظروف ُ ، فلقدْ عشت ُ حياتي مُتعبا ً أعمل ُ بجد ٍ واجتهاد من صِبَاي حتى كِبَرِي ، فلم ْ أعِش ْ طفولتي كما يجبُ أن تكون ،كما عِشْتُ مُغتربا ً في بلادِ الله لخلق الله من أجل تحقيق حياة مُرفهة لكل من حولِي من أهل ٍ وأبناء وليس من أجلي فقط كما يَزْعُمُون ، عِشْت ُ رجلا ً منذُ نعومة ِ أظفارِي ، عملْت ُفي عُمْر ٍ مبكر ٍ ، حيْثُ طبعت ْ السنون ملامِحَها بقسوة ٍومرارة ٍ على وجهي كا ارتَسَمتْ ، ورأسي ولحيتِي كما خَطَت ْ آثارها .
تعلمت ُ ألا أجعلَ في عقلي ووجدانِي أي ذِكْرى لأي ٍ ممن خَذَلُونِي وأقْصُونِي وقسَوْا عليَ . فلقدْ أصبح وجداني رُمْسا ً لأي ٍ من ذكرياتِهم التي لا أحبُ أن ْ أسترحعَهَا ثانية ً .
لم ْ تكن ْ مثاليا ً بالنسبة لي ، فكنتُ أرى فيك َ ألف َ عيْب ٍ وعيْب ٍ ولكني كنتُ أحبك َ ولمْ أكرهك ، وكنتُ احفظ ُ وُدك َ حتى كان خُذْلانُك كأقْسَى ما يُمكن ُ أنْ أتوَقعَه أو أحتملَه ، وهنا أدركتُ أنني كنتُ مُخطئا ً جداً .
تعلمت ُ أيْضا ً من الحياة أنه قدْ يشْقَى المرءُ بحبِه ، وقدْ يُعذبُ بصدقِه أحياناً ، حيْثُ يُقابله ما لم ْ يكن في الحسبان ِ ، وما لا يتصوره عقل ٌ أو يخطرُ به بال ٌ.
وأقولُ أنه يجبُ ألا تحزنَ حين يخذلُك منْ تُحبُ ، ولا تَلُم ْ إلا نفسَك على سوء ِ الاختياروعلى منحِ الثقة ِ والحبِ معاً بغير ِ حدود ٍ. وتساءَلْت ُ مع نفسِي كثيراً كثيراً بعد كلِ هذا الخُذْلان ِ : هلْ صَارَ الحبُ غدْرَا ً أم ْ أنني لمْ أُحْسِن ْ الاختيار َ بداية ً.؟ سؤال ٌ صعبُ الإجابة عليه ، بلْ تأخرَ طرحُه عدة عقود ٍ من الزمان .
وأدعُو الله لقلبِي بالرحمة . هذا القلب الطيب الرقيق الهش ، الذي لمْ يحتملْ القسوة َ والحُزْنَ والإقصاءَ والخُذلان ، وهلْ كان َ ذَنْبِي هو أنني أحببت ُ .؟ وليْتك َ كنت َ تستحقُ هذا الحب .؟.
فكُرْهُك َ لِي مُصيبة ٌ ، وخذلانُك كان مصيبة ً أعظم َ !.
***********
Discussion about this post