يعقوب عزيز / السودان
بحيْرة أمام عينيك يختال النّعاس الذي
رتبتهِ باكراً في جداول السّهر..
وليلك أبعد من الثغاء.
السهر حيلتك الوحيدة لتدفعي
حيّة الشبق حين يلتفّ جسدك بملاءة
اللّيل..
وتحت خمارك
يؤذّن مؤذّن العمّال هلمّوا
الي بحر الخرائط وعبّئوا أكياسكم
بـ ضحَل العرق.
يا من في وجهك شفيف الآلهة
ما حاجتنا الي الشّمس وكـلانا
أبناء الطّبيعة؟!
جُرح الطفولة يختبئ في جيدك
النيئ.
وخلفك أرتال المعبّئين
وكلّما رأوك تسوّلـوا وصاحـوا
زمردة .. زمردة… وعلّقوكِ فانوصة.
يا وحيدة رمّانك تعاينين ظلمك
في مناجم الآهات.
وشهقتك أقصر من عمر
مومس دفنت وجهها وسط الرّمال
مغبةً في نعام النّميمة.
أنتِ يا .. الوّاقفة بين القرنفلة
والدّمعة الأخيرة.
انتِ يا تراجيديا كل الحروب
التي
تُخاض علي الأجساد.
علّميني في مضمارك أن أروّض خيلي..
فمن درّب الحديد علي الصلابـة
ارهقته ليونَة الذّهـب
امرأة المناجم أنتِ .. وليس بيني واصفرارك
الاّ ما تركه الصّائغ في
كفّي
حين جرّدني حتّي من عقدي الفريد.
.
يعقوب عزيز / السودان
Discussion about this post