ماهر راعي __ سوريا
(خردة دافئة)
الأزرار في القمصان قلبها طيب
وكثيراً ما يشغلني الزر المرفق
ذاك الإحتياطي إلى الأبد
فقد يصير القميص ممسحة مطبخ
ويبقى هو مثل حبة كرز ناجية و منسية في كرم الموسم الذي مرّ ..
أزرار الياقة كومبارس بارع ..
العرى ثقوب طبيعية
لم يحدثها الرصاص في جسد القماش .
……
أمام محل الكلف والأزرار
بكيت كثيراً رفقة أمي
ظننته محل ألعاب منمنمة !!
زاد البائع الطين بلة حين قدم لي رشوة كانت زراً على شكل سمكة حمراء..!
البائع المتعرق ذو الشعر المصبوغ والطقم البني
مرر يده أمام دموعي بحفنة ملونة من الأزرار
قال لي لو تسكت سأعطيك زراً آخر على هيئة سلحفاة .!!!
…….
في صرة أمي الصغيرة
لم تكن الأزرار سوى نحن–أفراد العائلة – تعبرنا الفصول فنكبر..
نبلى وتبلى ثيابنا ..
تكبر الصرة الصغيرة
تكبر وتتلون
وليس في قاموس أمي قلب يطاوعها أن ترمي حتى ألعابنا المهشمة..
أمي تؤمن أن زيت أصابعنا لا زال في كل تلك الخردة الدافئة.
Discussion about this post