” الحب في الواقع إعتيادي تماما، وهو لا يصل إلى مرتبة أن يكون كونيا، وليس جوابا لمشكلات الحياة كافة، كما أنه مفجع أحيانا ” ( روبرت سي. سولومون )
**********************************************
الحب وسيلة لإدراك كل العالم، أي العالم بأكمله كما يرى بعين المحبوب.
من بين كل القوي اللاعقلانية التي تطغى على الإنسان، لا يبدو أي منها قويا ومتقلبا مثل الحب… إن الأمواج التسونامية والزلازل، والرياح العاصفة كلها ” في الخارج “، لكن الحب يضج داخلنا ليهزنا، ويلتف بنا، ويغير موقفنا تماما..
… يتوجع نجوم الموسيقى الشعبية والأنبياء الثقافيون في عصرنا من هذه القوة وكيف أنها تعد بكل شئ في حين أنها لا تفي بأي شئ… يبدو الحب مشبعا بالوهم فيتجاوز قليلا زغب العاطفة أو حجاب الشهوة.
ما هو الحب؟ إن شاعرا بعظمة شكسبير يقدمه، في مسرحية
” حلم ليلة صيف “، وكأنه جنون ناجم عن السحر، وهو مخادع للغاية لدرجة أنه سيقود إمرأة جميلة إلى الوقوع في حب رجل برأس حمار… يبدو أن الحب هو مسألة فقدان المرء لذكائه، أو وقوعه فريسة للوهم، يبدو أنه سراب براق.
في العالم الإستهلاكي الرقمي اليوم، يتم تسويق الحب بشكل كبير ومتكرر على مختلف المجالات الإنتاجية من أفلام ومسلسلات وأغاني بمختلف اللغات والتصنيفات الفنية، كما يتم أيضا تسويق المحبوب والقابلية للحب من الجهة المقابلة
… الأمر الذي ينعكس بشكل كبير على علاقاتنا العاطفية في حياتنا الواقعية، ويجعل مفهوم الحب أكثر سطحية وإبتعادا عن ماهية الحب نفسها؛ فعلي أحد الطرفين أن يكون ناجحا جديرا بالحب، وينعكس ذلك على عمله وملابسه وممتلكاته وبعض صفاته، وللطرف الآخر أن يكون جميلا جذابا ومواكبا لآخر صيحات الموضة… ربما يكون هذا النموذج واضحا في فيلم ” Don Jon ” الذي جعل تركيز شخصية ” دون ” على بنيته الجسمانية وتدينه وملابسه وترتيب منزله، ولهذا كانت علاقته مع ” باربرا ” مبنية على المنافع المادية مثل الهدايا، والمنافع الإجتماعية لظهوره مع إمرأة جميلة، وأخيرا في المنافع الحميمية الخاصة.
Discussion about this post