بقلم المستشار الثقافي
السفير . د مروان كوجر
*” جُرُوفُ الخَدِّ تَكتِبُهَا الدُّمُوعُ “*
يَا مَن عَلَى جمر السَّعِيرِ تركتني
أقحَمتَني بِالحُبِّ ثُمَّ حَرَقتَنِي
ورميتَنِي بَحرَ الغَرَامِ مُخَادعًا
فَشَرِبتُ أمواج الآسى وخدعتني
قَدْ كُنتُ مِنْ أَشهَى الزُهورِ بِعِطرِهَا
فَشَغَلتَ قلبي بالهَوَى وَقَطَفتَنِي
إِنِّي ظَنَنتُ بِنَبضِ قَلبِكَ دَانِيَاً
خيَّبتَ ظنِّي بَعدَ مَا أشغَفتَنِي
وَشَرِبتُ مِنْ مرِّ النُّشُوجِ وَحَرِّهَا
فتَرَكتَ قَلبي نَازِفًا وَهَجَرتَنِي
أَسكَنتُ رُوحَكَ بِالنَّعيمِ مُدَلِّلاً
وَإِلى الجّحِيمِ سَحَبتَنِي وَقَذَفتَنِي
إِنِّي وَهَبتُكَ مِنْ صَمِيمِ مَوَدَّتي
فَأَضَعتَ عُمرِي بَعدَمَا ضَيَّعتَنِي
وَمَلَأتَ كَأْسِي مِنْ دُمُوعِ مُصِيبَتِي
وَرُوِيتَ حُزناً فِي دَمِي وَرَوَيتَنِي
أَسقَيتُ ثَغرَكَ مِنْ رَحِيقِ مَحَبَّتي
فَعَلَامَ مِنْ حَرِّ اَلْجَوَى أَسقَيتَني
وَلَقَفتُ أَحزَانَ الجَفَاءِ بلوعةٍ
فَبِأَيِّ ذَنبٍ يَا جَحُود سَلَوتَنِي
إِنِّي ظَنَنتُ وثاق عهدٍ بَينَنَا
فَاحتَارَ قَلبِي هل جَهِلتَ فخُنتَنِي.؟
فَدَعَوتُ رَبِّي أَن يَمنَّكَ لَوعَةً
تُنسِيكَ نَفسَكَ مِثلَمَا لَوَّعتَنِي
مَع أنّ قَلبِي قَدْ حَرَقتَ كجذوهٍ
فتغاضَ عن طعنٍّ بِها أوجعتَنِي
وَغَفِلتُ عَن كلِّ السَّرَائِر في النوى
وَفَتَحتُ عَينِي بَعدَ مَا أسقَمتَني
يَا ظَالِمًا مَاذَا رَميتَ بِدُنيَتِي
غَيرَ الشَّدَائِدِ لِلضَّنَى أُوَكَلتَنِي
وَتَرَكتَ دَمعي في خُدُودِي جَارِفًا
أشكُو إليكَ وأنتَ مَنْ أبكَيتَنِي!
حَطَمتَ قلبي وارتمى فِي مِحنَةٍ
يَا مَنْ ظلمتَ مَحَبَّتِي وَظَلَمتَنِي
اِشهَدْ بِأَنِّي مَا جَرَحتُكَ عِنْدَمَا
أَعلَنتَ أَنَّكَ ذَاهبٌ وَحَرَمتَنِي
أَنَا لَم أَخُن عَهدَ المَحَبَّةِ بَيْنَنَا
وَالله يَدرِي في الوَفَا قيَّدتَنِي
اِرجِع إِلَى زَمَنِ المَوَدَةِ وَارقِها
فِي وَضعِكَ الحَالِي لَكَم أحزَنتَنِي
وَانظر إلَى أجدَابِ دَيمِكَ وَاروِنِي
فَجذورُ روضي قد ذَوَت ،أيبَستَني
لو كنتُ أدري فِي الهوى مِن جفوةٍ
ما كنتُ أقرَبُ كاذباً، أغوَيتَني
ارفق بقلبي قد قَطفتَ نعيمهُ
لَم يَرغَبِ الدُّنيا بِمَا أوسَعتَنِي
سِيَؤولُ عُمركَ كالثوانِ وقد قضى
فلأيّ سوءٍ قد رماكَ فهُنتَنِي
فَكَفَاكَ منِّي يا فتى أهلَكتَنِي
من ظلمِ قلبكَ والحرورَ وَهَبتَنِي
الآن أعرفُ مَا حَدَاك لِتَفتَري
أَهوَاءُ دُنيَا شَاغَلَتكَ فَلُمتَنِي
إن جئتَ تسعى للمَلامَةِ بَينَنَا
سَأدينُ ذِكرَى كيفَ أنتَ مَسَحتَنِي
اِرجِعْ إلى أفعَالِ قَلبِكَ ربَّمَا
تَستَذكر الأنَّاتِ حِينَ آلَمتَنِي
لَم أبتَئِس ممَّا فَعلتَ بِدُنيَتِي
حتماً سَتَجرَعُ ضِعْفَ مَا جَرَّعتَنِي
اِسعَ إلى كل الدروبِ بطولِهَا
وانسَ حنيناً قد غوى ففتنتني
شَتَّان بين محبةٍ وتعاطفٍ
فالقلبُ علامٌ بما قد جِئتَنِي
مُضنَاك َيأتي يَا ظلوم بخفيةٍ
لأنالَ ثأري كيفما أضنَيتَني
أوكَلتُ أمرِي للإلهِ تَضَرُّعاً
فَهُوَ العَلِيمُ بأيِّ قاعٍ رُمتَنِي
اليومُ يَومكَ يا فتى فافرَحْ بهِ
العدلُ في الميزانِ فِيمَا سَلَبتَنِي
لو كنتَ تذكر كيفَ جئتَ بخدعة
فَخَطَفتَ قلبي ثمَّ بَعد خطفتني
لاتَفتَكر ظُلمَ الوتين شَطَارةً
سيَجِيء حظٌ قد يحينُ وأغتَنِي
اشكر بِمَا قد مَنَّ ربُّكَ حَامداً
أهدَاكَ قلباً هَامَ فيكَ فَفُتَّنِي
كيف السبيل لرأبِ مجروح النوى
مِن فرطِ غَدركَ بالسيوفِ جَرَحتَنِي
كم كنتُ ميَّالٌ لنسيانِ الجوى
مع أنَّ قلبي قد جَفَيتَ وَدُستَنِي
اِرحَم لِمَن سَاكَنتَ ضَلعَهُ والحشا
يِامَن على جَمرِ السَّعيرِ رَمَيتَنِي
بقلم المستشار الثقافي
السفير.د مروان كوجر
Discussion about this post