بقلم … وسام محمد جواد
الكثير من جوانب اللغة وإستخدامها يثير أسئلة شيقة، ولكن _ أعتقد _ حتى الآن بعض منها فقط قادنا إلى إطار نظري منتج… بالتحديد، أعمق رؤانا تكمن في البنية النحوية الرئيسة… من يعرف لغة ما يكون قد إكتسب نظاما من القواعد والمبادئ _ ” نحو توليدي” بالمصطلحات التقنية _ يربط الصوت بالمعنى بطريقة محددة… هناك العديد من الفرضيات المعقولة والمضيئة لخصائص هذه الأنظمة، ولعدد كبير من اللغات… أكثر من ذلك، لدينا إهتمام متجدد ب
” النحو الكلى”، مؤولا الآن على أنه النظرية التي تحاول تعيين الخصائص العامة لهذه اللغات التي يستطيع البشر تعلمها بطريقة عادية… هنا أيضا حصل تقدم هام.
للموضوع أهمية خاصة، من الملائم إعتبار النحو الكلى كدراسة لإحدى ملكات العقل الأساسية… لذا سيكون مشوقا إكتشاف، وأعتقد أننا إكتشفنا، أن مبادئ النحو الكلى غنية ومجردة ومقيدة ومن الممكن إستخدامها للوصول إلى تفسيرات مبدئية لعدد مختلف من الظواهر… في المرحلة الحالية من فهمنا، إذا كانت دراسة اللغة ستذودنا بنقطة الإنطلاق لأبحاثنا في مشاكل الطبيعة البشرية، فعلينا أن نركز إنتباهنا على هذه المظاهر اللغوية، لسبب بسيط هو أن هذه المظاهر هي التي نفهمها بشكل معقول… بمعنى آخر، تكشف دراسة الخصائص الأساسية للغة شيئا ما عن طبيعة البشر بطريقة سلبية.. إنها ترسم، وبدقة عالية، حدود فهمنا لهذه الخواص العقلية التي تبدو مقتصرة على البشر والتي تدخل في صميم منجزهم الثقافي، وإن كان بطريقة غامضة.
في البحث عن نقطة إفتراق، يعود المرء بشكل طبيعي إلى فترة من تاريخ الفكر الغربي عندما كان ممكنا الإعتقاد بأن “التفكير يجعل الحرية مادة وغاية الفلسفة قد حرر الروح الإنسانية في كافة علاقاتها، وأعاد توجيه العلم بكافة أجزائه بقوة أكبر من أية ثورة سابقة” … كلمة ” الثورة ” تحمل أبعادا مختلفة في هذا الإقتباس، حيث يعلن ” شلنغ ” أن ” الإنسان ولد ليعمل وليس ليتأمل “؛ وعندما يكتب ” لقد حان الوقت لإعلان حرية الروح لإنسانية أنبل، ولا حاجة للصبر بعد الآن مع الندم الحزين على القيود القديمة “، نسمع أصداء الفكر التحرري والأفعال الثورية لنهاية القرن الثامن عشر… كتب شلنغ ” بداية ونهاية كل الفلسفة هي الحرية “، هذه الكلمات محملة بالمعنى والإلحاح في زمن كان الناس يسعون للتخلص من قيودهم، وإنشاء تنظيمات إجتماعية أكثر إنسانية وديمقراطية… في مثل هذا الزمن قد يجد الفيلسوف نفسه مدفوعا إلى البحث في طبيعة وحدود الحرية البشرية، وربما إلى أن يخلص، مع شلنغ، فيما يخص الأنا البشرية، أن
” جوهرها هو الحرية “؛ وفيما يخص الفلسفة ” أن أعلى كرامة تحققها يكمن بالضبط في أنها ترتكز بأكملها على الحرية البشرية “.
بقلم … وسام محمد جواد
Discussion about this post