بقلم… وسام محمد جواد
في النصف الثاني من القرن العشرين، وعلى مدى ثماني سنوات فقط، ظهرت في مصر ثلاث مؤلفات فلسفية لثلاث من كبار المفكرين والأدباء، قدم كل منها رؤية متكاملة في الفكر والحياة، وإرتبطت باسم صاحبها، لأنها تستحق ذلك بالفعل، وهي :
* التعادلية : توفيق الحكيم ( 1955م ).
* وحدة المعرفة : محمد كامل حسين ( 1958م ).
* الجوانية : عثمان أمين ( 1963م ).
وقد كان المأمول أن تأخذ هذه النظريات الفلسفية الثلاث، والتي ظهرت متعاقبة على هذا النحو، إهتماما إيجابيا من دارسي الفلسفة والمثقفين عموما، لكنها مع الأسف مرت مرورا عابرا، ولم يوقف عند بعضها أحيانا إلا لكي يجري إتهامها بالإقتباس من نظرية فيلسوف غربي، بدلا من محاولة العكوف على مضمونها، وتحليل عناصرها، والكشف عن أبعادها، ومدي إمكانية تأثيرها في المجتمع المصري والعربي.
… ذهبت النظريات الثلاث إذن إلى وادي النسيان، وألقى عليها _ مثل العديد من الأفكار اللامعة والرائدة والمفيدة في حياتنا الثقافية _ الكثير من الرمال… ولم يبق لنا الآن إلا أن نفتش عنها، ونستخرجها، ونحاول أن نلقى عليها بعض الضوء الكاشف، محاولتين وضعها معا في إطار واحد، لكي نثبت أن الفكر المصري لم يخل تماما من العقول التي إستطاعت أن تتخلص من ضجيج التفاصيل والأحداث الجزئية المحيطة بها والضاغطة عليها إلى آفاق المعنى الكلى للكون والحياة، وأن تقدم لأمتها أولا، وللإنسانية ثانيا فكرا مصريا ينزع إلى التحليق في أجواء المثالية الإنسانية، دون أن يفقد جذوره في أرض الواقع العملي.
بقلم… وسام محمد جواد
Discussion about this post