بقلم دكتور .. عاطف معتمد
” ملتفت لا يصل”
هذه واحدة من الحكم الذهبية للتصوف وتقويم النفس البشرية. يحب البعض أيضا أن يسحبها على البحث والدراسة فيقولون لك لا تتلفت يمينا ولا يسارا ..سر على خط مستقيم في تخصصك حتى تصل.
المتلفتون في الحياة يفقدون الطريق ولا يصلون إلا متأخرين، وربما لا يبلغون وجهتهم، وذلك لأن طرقا جانبية، ومسارات متشعبة، التفتوا إليها فابتلعتهم..بوعي أو من دون وعي.
المتلفتون ليسوا سذجا، هم يعرفون من البداية أن في التلفت مخاطر عدم الوصول ويراهنون بنسبة واحد في المليون بأنهم سيصلوا.
ويدافع المتلفتون عن الخطأ بمنطق الشغف والاستكشاف وتوسيع الأفق، بل إنك إذا قلت لهم حذار من الافتنان بهذا وذاك ولا تتلفتوا، يقولون لك ألم تقرأ بشارة الخوري الملقب بالأخطل الصغير وتسمع عبد الوهاب الملقب بموسيقار الأجيال في العبارة الذرائعية المغوية:
“إن عشقنا ….فعذرنا…. إن في وجهنا نظر”؟
كيف السبيل إذن لتلبية النصيحة الروحية الكبرى “ملتفت لا يصل” و غواية الشغف الممتعة المتذرعة بأن “في الوجه نظر”؟
Discussion about this post