بقلم الشاعرة والأديبة
إيمان بوغانمي
إرحل يا صيف فحرُّكَ
لا يُطاق و قلبي العاشقِ لموسمِ
الشتاءِ لا يهواك أبدًا…
خُذْ مَعَكَ دفئ طلوع الشمس
و حرّها و إشراقتها
فأنا أرض بورُُ يائسة
و تربتها يابسةُُ عطشة مشتاقةُُ
لتهاطلِ الأمطارِ…
أنا تُربةُُ تهوى ماء المطر المنجرِفِ
نحوها بغزارة
أنا قلبي ينبضُ حبًّا لفصل الشتاء
و رائحة الترابِ المبلّلة بمياه الغيث النافعِ…
أنا أهوى المطر لتسقى الحقول و الأراضي
و تعود الحياة للإنسان
و الورود و الطيورِ…
أنا رائحةَ الوردِ الجوريِّ في الرّبيعِ
لو لا ترحال القيلولة العجيبة
التي أهلكت الأرض و الحرث
في زمان الصيف
و لو لا دخول فصل الخريف
و ندوته الصباحيّة
و لياليه العجيبة الحزينة
التي تستيقظ لها الذكريات
و تتلاقحُ فيها النباتات
و الحيوانات…
لن يتحمّل مشاعري
و بكائي و مزاجيّتي شخصًا آخر
غير موسم الشتاء الذي عشقنا
بعضنا بكل عشق لا يعرفه
معي أيُّ موسمٍ من باقي المواسم
طبْعًا يتلاقى معه إلّا موسم الربيع
موسم ولادة أجمل أميرة في الكون..
هي أميرة ماي أميرة الرّبيع
هي زهرةُُ زهريّة تميلُ للبنفسج
مجنونة هي و رومنسية حين
عانقت فصل الشتاء عناق
المروج الخضر للأمطار الغزيرة السائبة نحوها..
مزاجيّة المزاج لا تنفعُ في شيء في الصيف
فالحياة تصبح لونها مظلم ذات لون أسود
لا تحتملُ حرّهُ تصبح تكره حتى الخروج…
قيلولة نهار الصيف و ليله مزعجة بلا حدود
لا تُطاق مطلقًا…
عجائز القيلولة متعبة لمن يراها لبست في عالمه
و تزعج من تجعله يشيخ قلبه منها سوى كان
كبير السن أو صغيرًا…
و لكي تمضي بسلام فأجمل قيلولة في الصيف
هو مفتاحها النوم الهادئ…
عاشقة أنا لموسمِ الشتاء و الربيع….
عانقتني أمي عناق الزهرِ للرحيق
بين أحضانها و كانت ولادتي ربيعيّة
المواسمِ في تونس الخضراء
و في القصبة كان مسقط رأسي حينها قبّلتني
و أنا بين ذراعيها قبلة الأمطار الغزيرة
للأراضي و أشجارها و أوراقها في
موسم الشتاء …
و عيناها تدمعانِ من نظرة الحنانِ لي..
فراشة”تونس قرطاج
فراشة” الشعر
إيمان بوغانمي
Discussion about this post