لوركا سبيتي
رسائل الى رجل يعرف نفسه. كيف حالك اليوم ؟والبارحة؟ وغدا؟وقت طويل مرّ منذ آخر اتصال بيننا، اشعر به ممتد الى الأبد ، الوقت السيف الذي حدثونا عنه ها هو الآن يقطّع قلبي..ويقترب من ذاكرتي ليعبث بها..ويصدف بأن ذاكرتي مكان مزروع بالألغام لا يمكن لشيء ان يمر بها دون ان ينفجر..يتمزق…يتناثر ويختفي…والوقت كذلك مثله مثل كل الأشياء التي ستختفي ..تسأل نفسك عن ما الذي اتحدث عنه الآن ولم أحدثك به سابقا…لقد خضنا في الكثير من المواضيع التي كانت تبدو متهافتة ولن تنتهي…الا عن ذكرياتي..لم اقترب منها ولم تفعل انت…كان حديثنا يأخذ شكل الإشتياق..كأن ينبوع الإشتياق مذ تفجر ، جرى نحونا ليصُب فينا…كنت اشتاقك وانت تصبّحني اول صوت اسمعه بأول النهار حتى قبل ان يوقظ الهواء اجنحة العصافير وقبل ان يسطو الصخب على ادراج المدينة.. وكنت اشتاقك آخر الليل آخر صوت اسمعه وانت تتمنى لي ليلة سعيدة بعد ان تنام العتمة وتستيقظ شياطين الأفكار …وكنت اشتاقك طيلة الوقت بينهما كأنك مزورع فيّ متجذر حتى العظم..
لم اعرف ما هذا الذي سكن اروقتي وتمشى فيها لا يسكن وهو ساكن ويبقى وهو مغادر..
سنسوق الحوار كالتالي:
تقول: وحيدا اعصر الليل في أضلعي فلا يسكرني نبيذ عنبه..
ارد: كرمة بحالها اتية اليك فصبرا!
تقول : الكرمة تحتاج اصابع تقطف الجمال لها وبها ومنها في ليلة لا زحام فيها!
_ليلة لستَ قمرها، نهار مزدحم!
اغيّر الحديث لأخفف من حدّة الوله..وكي لا تتواطئ الأسئلة مع الأجوبة وتجرنا الى سرير الإشتياق..ونحن ما زلنا غرباء كل منا في بلد..يجمعنا شغفنا باللغة واشتياقنا للحب وترقبنا للآتي..ولا لقاء قريب يحسم أمرنا..واللقاء البعيد قد لا يكون على قدر المتوقع.. فإما أن يحوّل قصتنا الى حقيقة من لحم ودم وأما ان تبقى افتراضية تقتات من محسناتنا البديعية:
_تحبني؟اسألك
تمازحني بلهجتك الودودة: ممكن اعترف تحت التعذيب فقط!(ترسل وجها ضاحكا)
_اذن تحمّل عذابي..سأصير جلادك..وستعترف بحبك لي وستحبني اكثر..وستنبت عليك شجرة عقد نفسية نضيفها الى غاباتك سأسميها عقدة لوركا(بدل ستوكهولم)!
وسوف لن تشفى مني إلا برفاتي!!!
Discussion about this post