سنية الحري
أنا الزهرة المنسية على حافة الطريق، كل المارين من هنا لا يبصرونني، حتى الأشجار المثمرة امتنعت عن الولادة هذه السنة، قال صديقي سيأتي الربيع يا سونيا والزهرة لا تذبل، هو لا يعلم ان قطار عمري تعطل وكل أجزائه عالقة في الصحراء القاحلة، أنا الزهرة العطرة، عطشانة للحب والعطف والمغفرة، أصبحت أمشي هائمة في الشوراع المظلمة كقطة مشردة، بلا مأوى، أنام بين صناديق الموتى، واشرب من أودية جافة، أنا قصة حزن لا تنتهي وليس لها وطن يحتضنها، قوراير الكحول مهشمة هنا وهناك وكانها جثث بلا رصيد، الناس هنا نفذت ارصدتهم، باعو كل شيء حتى يتحصلون على عناق واحد او قبلة واحدة تعيد الربيع من جديد.
يجب علينا الالتزام بالمواعيد هكذا قال قاضي الطرقات، ولكن أنا أتيت متأخرة كالعادة توسدت الحجارة ونمت بلا عناق ولا قبلات، حتى القطط تاخذ نصيبها من الحب الا نحن الفاشلين المتهورين، نحن مجرد صعاليك، نكتب حتى يبكي بعض المارة لأجلنا ثم يرحلون يشتموننا ويلعنوننا، عن اي حب نبحث ونحن ما عدنا قادرين على دفع الايجار وشراء الخبز وبعض الزيتون، مالحة تلك القبلات المسروقة بلا سكر ولا شهوة.
سنية الحري
Discussion about this post