رؤية … لميس علي
في 14 حزيران , 2023 بتوقيت دمشـــق
كيف تبدّل الحال..؟
لا تعلم.
فقط تدرك أن ثمة إحساساً عميقاً يشي بانسحاب حلمها وتراجعه..
انقلبت الأشياء.. وما كانت تراه مصدر ثقتها وأمانها أصبح خوفها الأكبر.
اختفت تلك التلقائية..
رغبتها واندفاعها اللذان لم تبطئ منهما يوماً تلاشيا أيضاً.
كيف تتناقض المواقف.. ويختلف تموضع الأشياء والأشخاص من حولنا، بمرور الوقت..؟
بمرور الوقت..؟
أم بمرور الفعل..؟
الفعل.. ميزان العلاقات كلها والضامن الوحيد لاستمرارها أو انقطاعها.
هل اختلاف القناعات والرؤى دليل على تطورنا وحركتنا الدائمة وبالتالي لا ثبات على شيء بعينه ولا إحساس بذاته..!
تاهت في خليط أفكارها وهي تقرأ عبارة أدونيس “الغريب دمٌ آخر فيّ”..
الغريب يعني (الآخر).. سواء أكان قريباً أم بعيداً.. حبيباً أم غريباً..
تريد قراءة عبارة أدونيس لتصبح “الآخر دمٌ جديدٌ فيّ”..
أليست كل علاقاتنا التي تسمح بحضور الآخر ضمن حياتنا، سبيلاً لتجديد بقعة الثبات أو الروتين أو الاعتيادية..؟
هي لتجديد الدماء.. والنَفْس.. وصولاً إلى الفكر/الأفكار.
ذاك الآخر هكذا رأته.. طريقاً لعيش ما لم يُعَش بعد.
ولم تكن حذرة في السير ضمن ذاك الطريق..
فتحت نوافذ عقلها.. قلبها.. لكن (فعلها) أو ربما (فعله) بقي عالقاً في خطوة تعود للخلف دوماً..
ثمة خطوة ناقصة بقيت تغلف الخط الواصل بينهما.. بين (فعلها) و(فعله).
“الآخر دم جديد فيّ”، تذكّرها بعبارة (ريكور): “الأنا عينها كآخر”، ولطالما كانت قناعتها برؤية الآخر تماماً تشبه العبارتين.
انحازت دائماً لهذه القناعة لأنها هي ذاتها “آخر” بعين “الآخر”، وبالتالي هما الاثنان يكمّلان بعضهما مهما كان موقع أي منهما لكليهما.
نفرت من تلك الآراء التي تهشّم العلاقة مع (الآخر)..
وعلى رأي فيتغنشتاين (الجحيم ليس هو الآخرين، إنما هو نفسك).
مفتاح التوازن في العلاقات، يبدو، أن يستطيع أي منا أن يرى نفسه (كآخر).. أن يخرج من (ذاته) ولو قليلاً.. مقدار مساحة تمكّن الآخرين من خلق تقاطعات معه..
أن نفتح نوافذ عقولنا تمريراً لهواء الآخرين.
Discussion about this post