بقلم الكاتب الصحفي
محمد السيد ….
رجع الحاج محمود من جنازة زوجته التى قضى معاها أربعون سنة . لم يعرفا فيها الخصام أو الفراق يوما ما . دخل بيته الذى قضيا فيه مدة زواجهما الأربعون. عشرون بالأولاد وعشرون بغيرهم بعد زواجهم .. لم يكن يصدق أنه لن يرها مرة أخرى هكذا قال لها يوما ما لن نترك بعضا حتى آخر العمر . فى الحقيقة أنه كان يكذب عندما قال لها ذلك فقد كان يكبرها لعشر سنوات وطبيعى ان يموت هو اولا . لكن ما حدث هو العكس .
لم يفلت يدها يوما ما مهما كانت الظروف. واليوم افلتها لكن بغير ان يكون هناك أمل لامساك يدها مرة أخرى.
ينظر لصورتها فى ليلة الزفاف المعلقة على الحائط . ليمر شريط العمر من أمام عينه مرورا سريعا . متى مر العمر بهذه السرعة . يالله أربعون سنة وكأنى بدأتهم اول امس . هكذا العمر يمضى كانه يوم بل ساعة بل دقائق لا بل ثوانى .
يجلس على كرسى كانت معتادة هى ان تجلس عليه وكانت تنهره اذا اراد الجلوس عليه . قائلة هذا مكانى . اليوم يجلس عليه بدون ان تنهره .. تمنى لو عادت وعادت تنهره من جديد .
بكى كيف سيعيش لو قدر له العيش بدونها .. استرخي قليلا .. عساه ينام ويراها لو حتى كانت فى الأحلام.
#محمد ..
Discussion about this post