قصيد بعنوان
سرّ الإياب….
بقلم … وفاء الرعودي
يا صخرة سيزيف
انفجري من بين يديه
وكسّري قضبان الأسطورة
مازلت تتدحرجين إلى عناده
ومازال يرفعك على قمم الغياب
انفجري الآن من أعلاك
تناثري ترابا خصبا
لتنبت منك الأشجار
لترحمك عند نزولها الأمطار
عبثا حنينك للسفوح
عبثا تسألين:
-“أنْ يا سيزيف الحزين
ما فائدة الهروب فوقا؟
شيّد بي منزل روحك
استوطنّي على سهلك
تنفجر مني عيون العرفان”
يصرخ باكيا سيزيف
فيهتزّ له قلب الصخرة
-“إنّي أرفعني حيث أرفعك
لكنّ سحيق الهوّة يبلعك ويبلعني
هل تسمعين؟
يتردّد في القاع
لحن قدريّ له صوت المخاض
يدفعني لرفعك
ويدفعك للإياب
توجد غفلة يجب أن تستفيق
من عبث عنادك وعنادي
فارتفعي وعودي قهقهة المأساة
لأظلّ أحاولك صعودا
حتى تدكّ مرتفعات الجهل
وحتّى تذوب التضاريس في التماهي
أنا السّفح والقمّة والقاع
وأنت حيرة السؤال
أدفعك في كلّ مرّة أجوبة للمتاه
حتّى تمسكنا من رجع سقوطنا
طمأنينة الأعماق
فتقطع عنك عذاب الحنين
وتقطع عني عذاب العناد”..
بقلم وفاء الرعودي-تونس-
ملاحظة:داخل كلّ واحد فينا سيزيف يرفع عبثا صخرة عنائه ولن يكفّ حتّى يسمع صوت اللّه داخله فيرضى ويطمئن.
Discussion about this post