بقلم دكتور… عاطف معتمد
عادة ما يفتش علماء التاريخ والآثار عن ضالتهم في المعابد والنقوش البارزة أو المستخرجة من تحت الأنقاض.
لكن الميناء المصري “برنيكي” الواقع في جنوب شرق مصر على البحر الأحمر قدم في السنوات الأخيرة مثالا مغايرا.
فلقد وجد علماء الآثار أن إدارة ميناء برنيكي في بدايات العصر الروماني قبل نحو ألفي سنة كانت تتخلص من النفايات في مكب ضم الأشياء غير المرغوبة والمحطمة والمتكسرة وأهمها كسر من الفخار وأوراق البردي التالفة والمهملة.
وبفحص محتويات ذلك المكب من النفايات وجدت نقوش على شقاف من الفخار وورق بردي وعملات معدنية ، تنتمي جميعها إلى أكثر من عشر لغات،
وكانت أهم اللغات التي عثر عليها في ميناء برنيكي في جنوب شرق مصر قبل ألفي سنة:
الهيروغليفية – اليونانية – اللاتينية – الديموطيقية – التدمرية – العبرية – الآرامية – القبطية – التاميلية البراهمية – علاوة على توليفة من لغات هندية أهمها البراكيتية والسنسكريتية، فضلا عن اللغة الحبشية.
ويشير كل ما سبق إلى أن ميناء برنيكي المطل على البحر الأحمر جنوب الصحراء الشرقية كان ميناء معولما قل اختراع مصطلح العولمة.
وحين ربط علماء الجيوأركيولوجيا (الجغرافيا+ الآثار) الأشياء ببعضها تم رسم الخريطة المرفقة التي أوضحت بجلاء علاقة الميناء ببقية الموانئ العالمية المحيطة في مصر الرومانية.
Discussion about this post