هذه الجملة المكونة من ثلاث كلمات مثلت لي العالم بأكمله عندما قرأتها حين استلامها، كانت هذه الرسالة بمثابة الضماد لكل جرح سببهُ لي قبلها، إذ كُنت قبلها قد قصمتُ ظهري وفتّتُ قلبي إلى شظايا بل وتحملتُ الأسوء دومًا في سبيلِ جعلهِ هادئاً سعيدًا، كان كلما أحززني أسعدتهُ وكلما أهانني رفعتهُ، وكلما نثر بي الأشواك بادلتهُ بالحُب.
بعد أن جعل مقلي تجف من الدمع، ولامني أشد اللوم إيلاماً، اكتفيتُ بأن أقول له: لا تنام حزيناً يا عزيزي وأنا آسفة.
لاشيء يمكن أن يؤذيني على الإطلاق بقدر أن ينام حزيناً أكثر شخصٍ أحببته، أو أن يستاء مثقال ذرة، قد يراودكم أنني شخصية ضعيفة أو لا شخصية لي البتة ولكن لا يهُم، فأنا أحبهُ وهذا ما يهمني. وإن كان حبه يشكل لي هلاكاً مُحتم إلا أنه الحقيقية الوحيدة في حياتي، إن كان هنالك شيئًا حقيقيًا فهو هذا الحُب.
الساعة السابعة مساءً في الثانية والعشرون من أكتوبر، عندما أرسل لي هذه الجملة لأول مرة أنام نومًا هنيئًا بعد أن فارقني النوم لليالٍ عديدة، كيف لجملة أن تجعل الإنسان يشعر وكأنه في الجنة!
أتدري يا عزيزي أنني لا أرغب شيئًا في الحياة باستثناء بعض التقدير، وأنت! والأمان الذي يسببهُ وجودك بقربي. وكانت هذه الجملة تقديرًا منك! لهذا سعدتُ جدًا وتمنيت من أعماق قلبي لو استطيع فقط أن أكون بقربك وأحظى بدفء يداك للأبد، لكن يا عزيزي هذا يبدوا مستحيلاً عندما يتعلق الأمر برجلٍ يحاصرهُ خوفهُ ويعيش على أطلال الماضي وكأن براثن أشباح الماضي كاد تخترق حنجرتهُ إذا ود أن يعترف بمشاعره،
البقاء بقربِ رجلٍ _لا زالت بعض جراح الماضي عالقةً بقلبهِ وبعض مشاعرهِ تتمرد وتأبى ان تنصاع لجمالِ إمرأة مثلي_ مستحيل.
إننا متضادان جدًا يا عزيزي فأنت قد كسرت التجارب قلبك وعلّمَتك الحذر في الحُب، وأنا امرأة كُنت أنت تجربتها الأولى في الحُب؛ لذلك أحبّتك بلا قيود أو حواجز، اندفعت نحوك بكل جوارحها بحبٍ بريءٍ ساذج.
يبدوا أن امرأةً متمردة مثلي ورجلٌ مغرورٌ مثلك! لن يحظيا بحياةٍ تجمعهما فهذا ظلمٌ لكليهما، إلا أنني تكفيني بعض الجُمل منك وبعض الإهتمام وسأكون أسعدَ امرأةً بالكون.
Discussion about this post