قصيدة للشاعر … محمد توفيق صادق
—————
شقراء شقراء سيفاها على عنقي
أرجوحتان من الأهداب والحدق
على غدائرها شمسٌ رمت ذهباً
وفي الأصيل بقايا من دم الشفق
كأنها قمر السمار في جبلٍ
يراقص الشجر الحاني على الأفق
أو زورقٌ ذهبي الشال طار غوى
حول الزمرد فوق الأبحر الزرق
يجري على صهوات الماء في خفرٍ
والموج سرج حصانٍ ابيضٍ نزق
شقراء مثل دمي أشواقها فجرت
نهر الفؤاد ونهر الزنبق القلق
على كرائمها الأكواب من عسلٍ
وفي يديها قواريرٌ من الحبق
أرخت على كتفي ريا جدائلها
ورحت أترع كأسي خمرة العبق
مع ذنبنا وسعير الوجد يلفحنا
والدمع يفرش انهارا من الأرق
والصدر مل فؤاداً يصطلي وجعاً
بين الضلوع ولم يبرأ ويحترق
شقراء لا زمنٌ يمحو هنيهتها
ولا طريقٌ مشتها ضيعت طرقي
سيان عندي ابدراً هل مطلعها
أم خبأته غيوم ألهم في الغسق
فالشوق لا زال في الأفق مشتعلاً
غداً على الليل يرمي معطف الألق
غداً بلابلنا تصحو على نغمٍ
ترنحت فيه آه الناي والبزق
كأننا في الصحارى مشتهى مطرٍ
وفي القصيد حنين الحرف للورق
شقراء في وجع الحرمان بعض غنى
أغلى من الدمع ،دمعٌ في العيون بقي
والهجر طيرٌ بنى في الريح صومعةً
على قطارٍ تناهى آخر النفق
تدور أحلامه البيضاء في فلكٍ
تجري مكبلةً كالخيل في السبق
فالحب من شجر الأحزان أغصنه
مثل الوداعة تجلو صفحة الحنق
كتبت شعري على مرآة ذاكرتي
وكان أجمله مع سال من حرقي
فكم جفاني نهارٌ واستحال دجًى
شككت فيه حروفي . بهجة البرق
وكم هوى في جنون الموج زورقنا
ولم نضل كنوز اللؤلؤ اليقق
عيناك بحرٌ وسيافٌ على عنقي
وأروع العشق فيه نشوة الغرق
(من ديوان أحجار الزمرد )
Discussion about this post