اِعتَصرَ قلبَها حين رأت على صفحتِهِ الشحصيةِ صورةً لامرأةٍ غيرِها ، وهما يحتفلانِ معًا بعيد الحب ، ظهر في الأُفقِ بعد أن غابَتْ شمسُهُ عن عالمِها فترةً طويلةً ، شعرت فيها أن عقربَ حياتِها توقف ، وبدأ قلبُها يدق بنبضاتِ الذكرى على أملِ اللقاءِ ، وعودتِهِ قريبًا . هل كانت تخدع نفسَها ، وتُقنعها بكل الأعذارِ التي تُبرر غيابَهُ عنها : إما أن يكون مريضًا ، أو مشغولاً ، أو مسافرًا ؟! . لم تكن تضعُ في اعتبارها أن تكون هناك امراةٌ أخرى وحبٌّ جديدٌ … ، ولِمَ لا … ؟ ؛ فقد كان يُفاجِئُها من فترةٍ إلى أخرى بنزواتِهِ المتكررة ، ولكنَّ حبَّها له كان كالأمِّ التي لا تغضب من صغيرِها مهما فعل ، وتسامحه دائمًا ، وتقول في قرارةِ نفسها :”هو الآن لي ، وقد عاد إلى مملكتنا ” . فقد كانت تتوجه ملكًا على حياتِها ، وكانت تظن نفسها سيدةَ النساءِ له ، كانت تشعرُ بأُنوثتها معه ، وهو يحتويها ، ويحتوي جمالَها ، اِعتقدت أنها ملكةٌ على عرشِ قلبِهِ ، فلم يمنعْ أحدٌ هذا الشلالَ المتدفقَ من مشاعرِها ، ولا الشمسَ عن الشروق ، ولا الأمواجَ عن هياجِها ، ولا الزهورَ عن عطرِها ، ولا الأرضَ عن دورانِها ، وهطولِ المطرِ عليها . كان لها كلُّ ذلك وأكثر ، والآن غابَ …
قد يغرقُ الشلالُ ، وتهدأ الأمواجُ ، وتذبلُ الزهورُ ، وتبور الأرضُ ، فقط عندما يموت الحبُّ .
لم تستطع هذه المرة أن تتحملَ وضعَها في الصف الاحتياطي _ رُغمَ قَسَمِهِ المستمرِ لها أنها وحدها الحبُّ الدفينُ بين أضلاعِهِ _ ، كانت تبتسمُ وهي تسمع هذا الكلامَ ، والدموعُ تملأ عينيها لأنها كانت تعلم بعدمِ صدقِهِ ، ولكنَّ حبَّها كان أكبرَ من كَذِبِهِ ، فهي تعشق ابتسامتَهُ ، وتذوب في عينيهِ ، اللتين ترى فيهما _ ولو وهمًا_ حبَّ العالمِ .. فقد كان لها الرجلَ الأوحدَ الذي تتمناه ، تتمنى لو تتوسد صدرَهُ برأسِها ، وتهمسُ :”ضمني بشدةٍ …” . فتشعر أنها امتلكتِ العالمَ .
والآن … وفي نفسِ اليومِ الذي جمعهما معًا ، ومنحتهُ أمارةَ حبِّها له : قبلةٌ على خدِّهِ من شفتيها اللتين احترقتا من حرارة وجهِهِ ، ولهفتِهِ عليها ، في نفسِ اليومِ ، وبنفس اللهفة التي منحها لها ، في يومِ الحبِّ لكن مع امرأةٍ أخرى !!
سألت نفسها هل مازالت في نظره ملكة ام جارية ؟ وقد تعددت الجوارى حوله، ضربت علي صدرها بشدة ناحية القلب وكأنها تؤدبه كي يفوق من غفلة الحب الوهمي الذى صلب نفسه علي بابه، عادت الي رشدها وهي التي تعي تماما قيمتها امام نفسها اولا ثم. أمام الناس، فهي ستظل الملكة دائما حتي ولو بدون ملك.
Discussion about this post