بقلم د. شمس راغب
• الحمد لله رب العالمين المعروف بالخير والكرم والامتنان المجازي البر بالبر وعلى الإحسان بالإحسان .
• قال تعالى : ” وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو
خيرا وأعظم أجرا ” المزمل : مكية آية ٢٠ .
• علينا جميعا بتقوى الله تعالى ، ونعلم أن مدار التقوى على فعل
الخير واجتناب الشر والفساد وعلى إخلاص الدين لله تعالى ،
والإحسان إلى الناس جميعا ، والوقوف بما نستطيع بجانب إخوتنا
في الإنسانية والدين ممن أصابهم الزلزال ورحمتهم وإرسال كل ما يحتاجون إليه ونضع أنفسنا مكانهم لنشعر بهم . رحم الله تعالى
جميع الشهداء الذين توفاهم الله تعالى ، ونسأله جل شأنه الشفاء
العاجل لكل المصابين . اللهم آمين يارب العالمين .
• فلقد قال من أعطي جوامع الكلم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين. :” كل معروف صدقة ” (١) .
فيا لها من كلمة عظيمة جامعة للخيرات ، وياله من كلام بليغ محيط بأصناف البر والبركات ، فكما دخل في هذا الإحسان الديني
يدخل فيه الإحسان الدنيوي ، وكما يدخل فيه المعروف بالجاه
والمقال ، يدخل فيه المعاونات البدنية والإحسان بالمال .
• ويتناول المعروف إلى الصاحب والقريب والمعروف إلى العدو
والبعيد ، فمن علم غيره علما ، أو قام بتحفيظ القرآن الكريم لأبنائنا في دور العلم والمساجد ، أو أهدى لهم نصحا ، فقد تصدق
عليهم ، ومن نبههم على مصلحة دينية أو دنيوية أو حذرهم من مضرة فقد أحسن إليه ونال ثوابا كبيرا من الله .
• فلا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق
مبتسم ” تبسمك في وجه أخيك صدقة ” كما علمنا نبينا الكريم عليه
أفضل الصلاة وأتم التسليم . وأن تباشر جليسك بالبشاشة وحسن
الخلق ، ولو أن تفرغ الدلو للمستقي والمتوضي ، ولو أن تعطي
صلة الحبل وتعير الإناء للمستجدي ، وكلما كنت تعير الناس ما
يحتاجونه لقضاء حوائجهم الدنيوية كالآلات والمعدات ، كان أجرها
أفضل .
• ومن المعروف إماطة الأذى عن الطريق وعزل العظم والشوكة
وجميع ما يؤذي الناس . ومن المعروف هداية المكفوف في المساجد والطرق وهداية الحيران إلى سبل الخير ونصحه . وأن نسمع للأصم ، ونطعم الجائع ونسقي الظمآن ، ونغيث المكروبين .
• ومن المعروف إعانة أصحاب الحوائج من الأقارب والأباعد والجيران ، والعفو عمن ظلمنا ومقابلة الإساءة بالإحسان ، ومن
المعروف الدعوة إلى طعام للأغنياء والفقراء والبعداء والأقارب ،
وسماحك لمن ينتفع بشيء مما تملك ليعينه على الحياة الدنيا
من ماشية ونخل وأشجار أو حطب وثمار .
• وإعانة الناس بكتابة وعمل وصنعة ونقل متاع ، ومن المعروف
بذل الفضل في المعاملات والمحاباة فيها فما شيء يترك ثوابه
ولا يضاع . ومن المعروف الإحسان لكل الآدميين الذين يقومون
بمساعدتنا في أعمالنا وسائر الحيوانات فلا نؤذيها ، ففي كل كبد
حراء أجر واكتساب للخيرات .
• من المعروف أيضا أن تبذل لغيرك دواء نافعا ، أو تباشر بطب
أو تصف له حمية أو دواء ناجحا ، فكل ما أوصلته إلى الخلق
من البر والإحسان والتكريم ، فإنه دخل في خطاب النبي الكريم
• قال تعالى : ” إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى
السمع وهو شهيد ” . ق : مكية ٣٧
———————————————– :
(١) أخرجه الترمذي في سننه برقم (١٩٧٠) وأحمد في المسند(٢/ ٢٤٤)
من حديث جابر رضي الله عنه ، وصححه العلامة الألباني رحمه
الله في صحيح سنن الترمذي برقم ( ١٦٠٥ ) .
Discussion about this post