بقلم الأديبة … سونيا عبد اللطيف
كلّما همّ بها بُكاء..
صاحت غيوم : كلاّ ولا،
ماذا تُبقين للسّماء؟
اتركي الدّموع للشّتاء
الأرض تنتظر الرّواء
زهرُ البنفسج.. ثاكل
يحبّ الزّهوّ والغناء
*
كلّما همّ بها بُكاء..
صاحت عينان : كلاّ ولا
استمتعي بزرقة بحر
وسماء
وامتداد أفق ورَجْع
صدى
قوس قزح يُبْهِجُه المطر إذا
تناغم
*
كلّما همّ بها بُكاء..
صاحت قروح…: كلاّ ولا
إذا الجروحُ اعتراها تبلّلا
ازدادتْ أهدابها تلبّدا
فالقيحُ ينتشي..
وبالصحّة يزيد تهكّما
أمّا القلب.. فيبْأس…
والنّزفُ فيه ييْأس..
فيا جرحُ ! تمهّلْ!
بالصّبر تعمّدْ
ولا تقل للبرء تعجّل
*
كلْما همْ بها بكاء..
صاح وجع: كلاّ ولا
هل رأيتم يوما.. بجعا
في نهره يتذمّر.. يتقهّر
صامتا،
يُعالج في قلبه كدرا
تجمّد
ينساب فوق الماء.. زورقْ
بحسنه الأمكنة تتروْنَقْ
وذا سحره يتألّقْ
*
كلْما همّ بها بكاء..
صاح صبر: كلاّ ولا..!
قدْ تُبرئ أدويةْ جروحْ
لكنْ كلمات السّوء تزيدها
قروحْ
بالجلد يجْبر الكسر
وراحة البال يُجدّدها الأمل..
*
كلْما همّ بها بكاء..
تقول لها السّماء:
ملح العيون.. لا يُنعش زهورْ
لا يمحي همومْ
وحدها ماطر الغيومْ
تُطفئ ظمأ شجرٍ
وشحرور
والرّياح مهما مزّقتْ
شرّدتْ غيوم
الشدّة.. بمقدم الغيمة المباركة…
تزولْ…
والأرضَ سيغمُرُها فرج
وحبورْ
تزغردُ الكائنات
نور يشعّ في الكون
وفي العيون
بقلم الأديبة سونيا عبد اللطيف
تونس 09/ 12/ 2022
Discussion about this post