لا ربّ يؤجّل الآخرة
بقلم الشاعرة …نائلة عبيد /تونس
*******
ما عدت أعرفني
صار وجهي مثل الرّيح
قلبي أرجوحة
ألقت بي في المحرقة
الآن…
لا ربّ يؤجّل الآخرة
ليصنع لي وجها جديدا
يليق بتوبتي
ما عدت أشتهي الصّبح
أو أُهدْهدني ليلا
حتّى لا أوقظ الملائكة المعشّشة في دمي
الذّاكرة بوصلة لعشّاق المنابر
للشّعراء
للخونة
لي…
لا أجنحة اللّيلة لرنين الكنائس
لا تراتيل بالمئذنة
وحده ظلّي ظلّ مُكابرا…
في ركن من الحديقة
جلست امرأة توزّع
عُلب المعاصي
وتًُغنّي…
بقربها كسيح يتلهّى
بصكوك المغفرة
تحت العمود المظلم
في الضفّة الأخرى
عاشقان يختلسان الشّوق
يشعلان الآهات على الأرصفة
مزهوّ هذا االمساء
الأبواب مُشرعة
النّوافذ باحات بوح
وأنا هنا وحيدة
ممدّدة ملء رغبتي
ملء اشتهائي
ملء هزيمتي
أصنع لي جسدا
مابين حُلم ومقصلة
قد يرأف الله بي
ويمنحني وجها آخر
أستقبل به الآخرة…
Discussion about this post