بقلم … محمد مثقال الخضور
سيكونُ سهلاً أَن تراكَ
إِذا رسـمتَ قصيدةً
فوقَ الـجدارِ
وكنتَ أَكثرَ دقةً
من ريشةٍ مكسورةٍ
خَرجتْ عن الـمعنى
لِتسقطَ
في انزياحاتِ التفاؤلِ
كالفريسةِ
كلُّ سطرٍ في جبينِكَ خدعةٌ
زمنيةٌ
كلُّ الفواصلِ والنقاطِ مؤامراتٌ
حاكَها الـمعنى اللئيمُ
لكي يـحاصرَ ما تقولُ الـمفرداتُ
وأَنت تُـملي وجهَك الـمسروقَ
من بين السطورِ
على بلادةِ قطعةِ الإِسـمنتِ
كي تـحمي النوافذَ من فضولكَ
كي يظلَّ اللغزُ مستورًا
على طولِ الـمسافةِ
بين وجهكَ والـجدارِ
وكي تراكَ
وأَنت تـهجو
موتَكَ الـمحمولَ في كفَّيْكَ
مثلَ وديعةٍ
وتبيعُ بَـحرَكَ للملوحةِ والشراعِ
تبيعُ دربَكَ للضياعِ
فَكَمْ شعاعًا
سوفَ تـحتاجُ الـحقيقةُ
كي تسافرَ في غُموضكَ
كم طريقًا سوفَ يتعبُ
في الوصول إِلى رؤاكَ
وكم سـماءً سوف تعبرُ
كي تراكَ مـحجَّمًا
في البعدِ
مثل قصيدةٍ
مرسومةٍ بعنايةٍ
فوق الـجدارِ
وليس يفهم كُنهها
إِلا مساميرُ الـجدارِ
وقطعتانِ من الزمانِ
تناثرتْ إِحداهـما في الذكرياتِ
وصارتْ الأُخرى انتظارًا
بين وجهكَ والسطورِ
لكي تراكَ .. كما تراها
قطعةً موقوتةً
مزروعةً
كــ علامةِ الترقيمِ في سطرٍ
سيسقطُ
حين ينهار الـجدارُ
ويـختفي بــ ركامهِ
سرُّ القصيدةِ
والـحياةِ
القادمةْ
ا= = = = = = = = = = = =
Discussion about this post