ذكريات عاصفة
بقلم علي بدر سليمان
الجزء الأول
رحل زمن الثرثرة,والأحاديث والترهات وضحكات الأطفال, وصوت رحى أجدادنا.
لم يعد العيد ينتظرنا ,ولم نعد نملك المال لنشتري
ثيابا قد تمزقها قسوة الأيام وحقد الأنفس.
قد ساد زمن الصمت,زمان لم نعد نعلم فيه متى
نستعيد ألق الماضي وعنفوان المستقبل.
لم يكن المشهد ممتعا عندما كنت أمشي في خطى
سريعة لعله الخوف مما هو قادم أحس بقدمي
ترتفعان عن الطريق الإسفلتي وكأني أطير
بلا أجنحة .
أتلفت يمينا وشمالا وكأني أخاطر بنفسي
هو العقل الباطن دائما يسأل ويفكر بما هو آت
يسأل ويعيد السؤال ذاته, هل سنرحل إلى البعيد?
ومتى سيكون الرحيل.
والسؤال الآخر الذي يطرحه,لماذا نحن معذبون?
اسئلة يطرحها ولكنه لايجد جواب مقنع فالقدر هو
من يتحكم بمصائرنا ولسنا نستطيع تغيير أقدارنا
ولعل الطريق يظهر معتما في وضح النهار
لاأجد في الطرقات إلا بعض الناس يمشون
بسرعة مثلي وجوههم شاحبة يبدو عليهم الخوف
أيضا.
لم تكن البسمة أو الضحكة ترتسم على وجه أحد
في تلك الأيام لعله الإحساس بالخطر القادم
هو مايجعل الناس تفكر بجدية.
لم يكن الخروج سهلا لكن العودة قد تبدو أصعب
والبرد قارص داخل البيوت وخارجها
وليس في البيوت مدافئ فلم تعد المحروقات متوفرة.
هاقد أوشك المطر أن يقذف حبائله
كنت أرتدي معطف كحلي اللون شتوي بطرفه
الرأسي قبعة مطرية.
ماهي إلا لحظات قليلة عندما سمعت ذاك الصوت
دوي قوي واصطدام الرياح الشديدة بجسدي أحسست للوهلة الأولى بأني سأطير لأقع في مكان آخر
صحوت من شرودي وأفكاري المشتتة التي أخذتني إلى الاعتقاد بأنه صوت الرعد لكنه لم يكن كذلك.
نظرت إلى مسافة قريبة مني فوجدت دخان كثيف يتصاعد لم أجد زقاقا ضيق ألتجئ إليه فركضت واختبأت خلف جدار الأمل.
بين الشعور واللاشعور لحظات فقط وصهيل مقبرة
يدق ناقوس الخطر تسقط الأمطار.
وتؤذن ببداية جديدة أضع قبعتي وأعود أدراجي
لقد رحل القطار أخذهم إلى السماء لم يأخذني معهم
كالعود بلا وتر يعزف نشيد الأمنيات.
Discussion about this post