اﻹنسان خليفة الرحمن

رفيق بالرّزاقــة /تونس 🇹🇳

السلام عليك يا إنـسـان
أيجوز لي أن أذكّـرك أنّـك
تحمل نفخة من الرحمن؟
فأنت خليفة الله ربّ اﻷكــوان
و الربّ ساكن عندك في الجنان
وقد أكرمك بتمييزك عن الملائكة و الجان
فـسوّاك و عدّلـك لتكـون آية يا إنسان
خلق فيك العظام و اللّحم و الـدّم و البنان
و جعلك مكتمل اﻷعضاء سويّ الـبـنيان
و علّـمك اﻷسماء كـلّها مـنذ غـابر اﻷزمان
و أنـطـق لـسانـك بـالحـكـمة و الـبـيـان
و سمّـاك إنسان ﻷنّـك ضعـيـف سريع الـنّـسيان
و أنزل لك الماء و أطعمك اللّحم و الـرمّـان
و أخرج من اﻷرض كلّ نعـم الجـنـان
و هداك لحرث المزرعة و البستان
و عـطّـر حديقتك بالورد و الـفـلّ و الـرّيحان
و يـسّـر لك إستخراج خيرات البحار و الـمرجان
أﻻ يجوز لك أن تتوجه لربّـك بالشّكـر واﻹمتنان
فقد حـدّد لك أجـلك و ضمن لك رزقـك في الـزّمان
في اﻷرض و الـبحر و الجـوّ و في كـلّ مـكان
و حقّـق لك الـسّعـادة و الـرّاحة و اﻷمــان
و أغـدق علـيك خيره لـتعـيـش في إطمئـنان
و أنـزل عـلى نـبـيّـنا محمّـد الــقــرآن
لـينظّـم حـياتك و يـهديـك إلى بـرّ اﻵمـان
فـأنـت و أنا و هـو و هـي و كـلّ إنـسان
جميع الخلق يسبحّـون لله و معهم الحـيـوان
و الـملائكة كـذلك تـسـبّح و اﻷشجار و الحيتان
فـلك الحمد و الـثّـناء الحسن يا ربّ اﻷرباب
يا خالـق الـسّـمـاوات و اﻷراضي و الـدواب
يا رازق خـلـقه و يا من هـيّـأت لنا كـلّ اﻷسباب
و يـسّرت أمور الحياة و فتحت لرحمتك أبواب
و فـرحت دوما بكـلّ تـائب و مطـيـع أوّاب
و أزلت من أفكارنا و أنفسنا الخرافة و السّـراب
أخرجـت عـبـادك مـن الـظّـلمات إلى الـنّــور
و أكـرمتـنا بإرسال الـرّسول و معـه الدّسـتور
فيا ربّ السّـماوات والأرض نجّـنـا من عـذاب الـقـبور.