ا. د. حسين علي الحاج حسن
لو وضعنا بعض الكتب في اطار المحاكمة العقلية، لوجدنا فيها مجموعة من الروايات التاريخية، تحتاج إلى التحقيق والتدقيق الموضوعي، خلافا لغيرها من الروايات الواردة في الكتب المحققة، فهناك من قام بعملية تفسير القران الكريم معتمدا على التفسير الروائي، فتحدث في ذلك عن الرواية، فضلا عن البيان الفلسفي والتاريخي لمعنى الآية القرآنية التي نتحدث عن ذلك.
ان بعض الروايات التي وردت فيها الكثير من المغالطات التي تحتاج فيها الى النقد، وهذا ما كان يفعله أئمة أهل البيت، فقد كانوا يراقبون الأحاديث النبوية الشريفة والمروية ويناظرون أصحابها، وعليه لم يشكل فقدان أي شخصية سياسية أو دينية خلال تلك الفترة الزمنية، انعطافا تاريخيا ما خلا دور الأئمة والمجتهدين لذا فإن التشكيك في الجانب التاريخي و ما فيه مأخذ على من يسوغه.
ان دور أئمة أهل البيت كان قد اقتصر على مراقبة الأحاديث النبوية الشريفة و نشر هذا الفكر و لم يدخلوا في السلطة السياسية. فيما كانت المرحلة التي عاش فيها الإمام الصادق، قد لحظت الحرية السياسية والفكرية، بسبب انشغال السلطة الأموية بالعباسيين، وهذا ما سمح للامام الصادق، أن يتحرك أكثر من غيره من ائمه اهل البيت، لذلك هذه المسألة اتت بالحرية السياسية والفكرية، وعلى أساسها بدات تتبلور المذاهب الإسلامية.
ان الروايات في التاريخ بمجملها كانت حدثا و ليست فكرا، ففي التاريخ الإسلامي، نجد ان كل من حكم في حقبة زمنية محددة، لم يترك جانبا فكرياً يمكن الركون اليه، بل ترك حدثا تاريخيا، اسست بعض الفرق الدينية من خلاله اتجاهاتها والتزاماتها السياسية والفكرية.
Discussion about this post